رجل أعمال لجأ إلى سفارة الكويت وآخرون اضطروا إلى المبيت في ممرات الفندق
موظف "الخطوط" لسعوديين في القاهرة: "أنا ما عنديش تذاكر ببلاش"
أحمد البراهيم – سبق – الرياض: تواصلت رسائل المآسي والمعاناة من المواطنين السعوديين الموجودين في مصر، وكان القاسم المشترك في معظمها هو عدم تعامل السفارة السعودية معهم حسب ما تقتضيه الأوضاع المتأزمة؛ حيث وصف أحد رجال الأعمال، الذي كان موجوداً في زيارة عمل بمصر لـ"سبق"، معاناته والعديد من المواطنين السعوديين الذين ما زالوا عالقين هناك، سواء في المطار أو الفندق الذي أُرشدوا للتوجه إليه؛ حيث أكد أن بعض المواطنين لم يتذوقوا الطعام منذ يومين، وبعضهم ركن للنوم في الممرات؛ حيث إن الفندق الذي يتسع لألفَيْ شخص فقط استقبل ما يزيد على أربعة آلاف مواطن.
وبيّن أحد المواطنين في رسالة بعث بها إلى "سبق" أنه تابع عبر القنوات الفضائية توجيه السفارة الكويتية للرعايا الكويتيين بسرعة مراجعة سفارتهم، وذلك منذ ظهر يوم الجمعة الماضية. وقال: "حينها ظننت أن سفارتنا قامت بإجراء مماثل، وربما لم تتمكن من نشر الإعلان لسبب أو لآخر". مبيناً أنه كان هناك متسع من الوقت، وكان بإمكان السفارة الاستنفار وإعلان حالة الطوارئ أسوة بإخواننا الكويتيين، ولكن يبدو - والكلام لصاحب الرسالة - أن سعادة السفير وطاقمه الكرام كانوا يستمتعون بإجازاتهم الأسبوعية.
وأضاف المواطن أنه "في نحو الساعة 1.00 بعد منتصف الليل بدأنا نسمع دوي إطلاق نار وأصوات بلطجية يسطون على الناس في الشوارع وفي البيوت، وكل هذا ونحن ما زلنا ننتظر أي تصريحات للسفارة، ولكن مع الأسف لا شيء".
ويضيف "بعد ذلك توجهت إلى السفارة الكويتية، والتي استقبلني أعضاؤها بكل حفاوة واحترام، وقابلوني بالقنصل الكويتي مشعل السعيد، الذي عرض علي مشكوراً الركوب مع الإخوة الكويتيين بـ(الباص) والتوجُّه إلى المطار وإجلائي إلى الكويت على حسابهم، ولكنني لم أكن أحمل عفشي؛ فوجهني لأخذ عفشي والتوجه إلى المطار ومقابلة شخص مسؤول عن الرعايا الكويتيين اسمه فيصل العدواني، وبعد ذلك توجهت إلى مقر إقامتي، وأخذت كل ما يخصني، وتوجهت إلى المطار، ولكنني لم أذهب إلى عمليات الكويتيين بل توجهتُ إلى صالة رقم (3)؛ حيث علمت أن هناك رحلات ما زالت تُسيَّر إلى المملكة، وفور وصولي التقيت عدداً كبيراً من السعوديين الذين كانوا قد واجهوا ما واجهته نفسه مع السفارة، وكانوا يتناقلون بينهم رسالة نصية من السفارة تتضمن رقمين لموظفين بالسفارة، وبها نص يشير إلى أن هناك تجمعاً في أحد الفنادق القريبة من المطار، وظللنا نتصل على الرقمين، وكان أحدهما مغلقاً أما الآخر فلم يرد علينا إلا بعد 12 ساعة من الاتصالات المتواصلة، وعندما رد قال لنا من الأفضل البقاء بالمطار للصباح، وفي الصباح الباكر سيوجد عندكم أحد مسؤولي السفارة".
وأوضح أنهم بالفعل انتظروا حتى الساعة التاسعة صباحاً، وكان عددهم قد فاق الـ 250 شخصاً، وبعد ذلك باشر موظفو الخطوط السعودية دوامهم، ولم يكن هناك سوى اثنين من الموظفين المصريين اللذين كانا يتعاملان مع الجمهور بطريقة استفزازية، وبعدما قدمنا لهما الورقة المدون بها الأسماء لإعطائنا تذاكرنا؛ لنتمكن من ركوب الطائرة، وعند إفادتهما بأن السفارة قد أمرت بإجلاء جميع الرعايا بدون مقابل حسب توجيهات القيادة صعقانا بردهما علينا، وقال لنا الأستاذ بسيوني مدير مكتب السعودية هناك وبالحرف الواحد "اللي حيدفع حيركب واللي مش حيدفع يروح للسفارة تركبه أنا ما عنديش تذاكر ببلاش".
ويضيف صاحب الرسالة أنه استجاب لمطالبهما، ودفع كي ينفذ بجلده "على حد قوله". واختتم المواطن رسالته لـ"سبق" متمنياً أن يصل صوته إلى المسؤولين؛ لمحاسبة كل مُقصر