بسم الله الرحمن الرحيم ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
جميعنا يعلم بمرارة اليتم ولوعة الفراق فمابالكم لو كان من مات هو أقرب قريب وأشد حبيب الوالد الحاني الرحيم المسامح .... هذا الذي فجع به يتيمنا وهو مايزال في مقتبل عمره طفلاً صغيراً ... ولكن الله عوضه بأم حنون رؤوم ثديها له سقاء وحضنها له وعاء ملكته بعاطفتها وأشبعته بحنانها فلم ير في الدنيا مثلها ولا في الكون حضناً أجمل منا ولا صدراً اشرح من صدرها فهي التي تفرح اذا فرح وتحزن اذا حزن ..رعته صغيرا حتى شب رجلا يافعاَ فبعد تخرجه من مدرسة اليرموك الثانوية يسر الله له فالتحق بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بقسم العقيدة وأصول الدين وحرص حينها على الجمع بين حفظ القرآن الكريم وتعلم العقيدة الاسلامية من ينابيعها الصافية حتى فتح الله عليه فحفظ القرآن كاملاً ومن الطرائف يقول شيخنا اليتيم عن نفسه " لقد حفظت سورة النساء كاملة أثناء إنتظاري في إشارات المرور" ...وقد اكمل تعليمه الجامعي حت نال درجة الدكتوراه من جامعة أم القرى بمكة .. ولم يكتفى بهذا القدر وحسب بل كان له همة عالية ونفس تواقة في طلب العلم فقد كان دائم الحضور لدى الامام الراحل الشيخ - ابن باز- رحمه الله .. في درسه الذي يلقيه بعد صلاة الفجر في الجامع الكبير بالرياض ..وداوم على ذلك مايقارب 8 سنين .. لاتكل له إرادة ولاتنضب له عزيمة همام طموح .. صدق في نيته مع الله فأعطاه الله فوق مايأمل وفتح عليه أبواباً من العلم والحكمة حتى عين قاضياَ في محكمة العدل في مكة واستمر على ذلك الى أن أتى الامر الملكي السامي
بتعيينه عام 1412هـ ..إماماً للحرم المكي الشريف إلى وقتنا هذا ...بجانب توليه عمادة كلية الشريعة والدراسات الاسلامية بجامعة أم القرى ....
رغم كل ذلك ومالقيه من مصاعب الدنيا ومتاعبها وآلامها وماتولاه من مراكز ومناصب لم ينسه يوماً ذلك .... تلك الام الرحيمة التي ضحت من أجله ووقفت بجانبه كثيراً ومن كانت له نعم المعين والسند المتين بعد الله تعالى .... فلقد كان لها إبناً بارأ وولداً صالحا لم يقابل إحسانها بجفاء وتنكر .. فهاهو شيخنا يفرح إن قدمت أمه لمكة وزارت بيته العامر .. ويحزن إن فارق محياها الوضاء إن غادرت للرياض وتركته بمكة... ولكنه لم ينسها يوماً من دعواته وهو بجانب الكعبة الشريفة سائلاً الله لها ان يحفظها ماطالت بها الحياة ......
ذلك هو شيخنا الفاضــل والجليل ]....... صاحب الصوت الشجي ..... إمام الحرم المكي
فضيلة الشيخ / سعود بن إبراهيم بن محمد الشريم ..... حفظه الله ...
فجزاكي الله يأم شيخنا الفاضل خير الجزاء وأطال الله بعمرك وجمعنا بكي في دار كرامته ومستقر رحمته ... وهنيئاً لك شيخنا الوقور بتلكم الام لاحرمك الله برها ... فلم تكن مرارة اليتم عائقاً لك أن تكمل مشوار تعلمك لتصبح إماما لجموع المصلين في أطهر البقاع وأحبها إلى الله ... وأن ترتقي لمصاف الصالحين والعظماء والناجحين من هذه الامة .... ودمت برعاية الله وحفظه ....