الإلتزام الأجوف للشيخ الفاضل ياسر برهامي
الحمد لله وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. أما بعد :-
فتعيش أمتنا فتره من المحنه
الشديده والأزمه والتعسريتسلط عليها الأعداء تسلطاً دامياً مؤلماً يجعل قلب
كل مؤمنٍ ينزف من هذه الجرح ويحزن لما يصيب إخوانه فى المشارق والمغارب
بلاءٌ نسئل الله عز وجل أن يرفعه عن الأمه فى كل مكان تسلط عليها عدوٌ لا
يرحم ويمكر بالليل والنهار ولا يستحى ولا يخشى الله سبحانه وتعالى ولا
يتقيه بلاءٌ شديد وأمر الأمه مفرق وممزق لا يزالون يختلفون على كل شىء لا
يجتمعون على أمرٍ ولا يمكن أن يتصور لهم مخرج إلا من عند الله سبحانه
وتعالى ويحار الراغبون فى الخروج من هذه الأزمه وهذا المأزق الخطير وهذه
المحنه وربما فعل الناس أشياء لا تؤدى إلى تغيير وإنما هو محاولات يآئسه لا
يترتب عليها إلا مزيد البلاء والذى لا نشك فيه أن ما وصل إليه حال أمتنا
والبلاء بتسلط العدو علينا لن يرفع عنا إلا إذا تغيرنا فإن الله عز وجل لا
يغيرما بقوم حتى يغييروا ما بأنفسهم أخبر الله سبحانه وتعالى بذلك وأخبر
أنه يولى بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون
(( كذلك نولى بعض الظالمين بعضا
بما كانوا يكسبون )) فما سلط الله عز وجل علينا عدونا إلا بسببٍ منا .
صحوتنا الإسلاميه وإلتزامنا ربما مرعليه أكثر من ثلاثه عقود أو نحو ذلك ومع
ذلك فلا يزال الطريق طويلا ونحن كنا فى بدايه الصحوه الإسلاميه نظن أنه
خلال سنوات معدوده سوف يتغير وجه الأرض كله
ولكن حدثت عقبات وموانع ولازالت
الصوره باهته ولازال التغيير المطلوب أن يحدث لا يزال كبيراً جداً ولابد أن
يكون جذرياً ولابد أن يكون شاملاً أمتنا لن تتغير إلا إذا تغيرنا نحن
الملتزمون إلا إذا تغيرنا نحن من داخلنا ولذلك نقول لابد أن نعيد النظر فى
صحه إلتزامنا لأنه لو كان هناك مصباح منيرقوى الإضاءه فى مكان ما لابد أن
ينير ما حوله ولابد أن ينيره بطريقه تثمرإذابه وإذابه الظلمات حتى
ينتشرالنور فى كل مكان وما زال الظلام منتشرا وما زال الظلم والفساد منتشرا
وذلك بالتأكيد إما ضعف فى المصباح أو تمنع من وصول هذا النور وهو من
داخلنا كما ذكرنا ولابد أن نعالج أنفسنا وأن نغييرأحوالنا وأن يزداد
إيمانونا لكى تحصل لنا بإذن الله تبارك وتعالى الوعود التى ذكرها الله فى
كتابه من النصر والتمكين والفتح المبين ووراثه الأرض .
((ولقد كتبنا فى الزبور من بعد
الذكر أن الأرض يرثُها عبادى الصالحون إن فى هذا لبلاغاً لقومٍ عابدين وما
أرسلناك إلا رحمه للعالمين )) .
قال عز وجل ((وعد الله الذين أمنوا
منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما إستخلف الذين من قبلهم
وليممكن لهم دينهم الذى إرتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدوننى
لا يشركون بى شيئاً )) .
لذلك سوف تظل الأحوال على ما هى
عليه حتى يقع ذلك التغير أو يذهب الله عز وجل بنا ونسئل الله العافيه ويأتى
بقوم أخرين (( وإن تَتَوَلوْ يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم))
نعوذ بالله من التولى نعوذ بالله من أن نكون ممن ترك الطريق الذى أراده
الله سبحانه وتعالى منا وأراد أن نسلكه لذلك نقول لابد لنا أن نتغير
وتغيرونا نتكلم فيه فى ثلاثة محاورعلاج ثلاثة أزمات خطيره لابد أن ننظر
فيها كل واحد منا ينظرفى نفسه ويسعى فى علا جها وكذلك ينظر فى من حوله من
أهله وإخوانه وأصدقاءه وجيرانه ومن يصلى معهم فى المسجد لكى يعالج هذه
الأزمات نعالج هذه الأمراض لكى نخرج من هذا النفق المظلم الذى والله أصبح
شديد الظلمه ولا يدرى أحد ما المخرج منه إلا برحمه الله سبحانه وتعالى .
*فأما الأزمه الأولى التى نتكلم عنها فهى أزمه تحقيق التوازن بين العلم والعمل والسلوك والدعوه :-
وهذه أزمه خطيره يقع فيها كثير من
الملتزمين فى مختلف بلاد الإسلام فأما أزمه تحقيق التوازن فى كل واحده من
هذه الأربعه ثم بعد ذلك فيما بينها جميعاً