|
صورة ليد تنزف |
دكتور/ ماهر محمد سالم
طبيب جراح وكاتب إسلامي
ظاهرة الشكوى والتداعي:
لقد
كشفت الأبحاث العلمية المكثفة والمتوالية حقائق مذهلة عن تفاعل الجسم
البشري لموجهة المخاطر، حال الإصابة بالجرح أو بالمرض،كما تم اكتشاف الخطوط
الدفاعية والاستجابات الوظيفية التي تحدث بالجسم حال إصابة عضو من أعضائه
بالمرض أو بالجروح. تلك الاستجابات تتناسب مع درجة معاناة العضو تناسبا
طرديا؛ فبقدر ما تكون شدة إصابة العضو يكون توجيه طاقات الجسم ووظائفه لمنع
استفحال المرض أولا ولتحقيق الالتئام والشفاء التام ثانياً.
كشفت الأبحاث العلمية المكثفة والمتوالية حقائق مذهلة عن تفاعل الجسم
البشري لموجهة المخاطر، حال الإصابة بالجرح أو بالمرض،كما تم اكتشاف الخطوط
الدفاعية والاستجابات الوظيفية التي تحدث بالجسم حال إصابة عضو من أعضائه
بالمرض أو بالجروح. تلك الاستجابات تتناسب مع درجة معاناة العضو تناسبا
طرديا؛ فبقدر ما تكون شدة إصابة العضو يكون توجيه طاقات الجسم ووظائفه لمنع
استفحال المرض أولا ولتحقيق الالتئام والشفاء التام ثانياً.
فلو
تصورنا إنسانا صحيح البدن يعيش في منطقة نائية حيث لا توجد إسعافات أولية
أو رعاية طبية، لو تصورنا هذا الإنسان وقد سقط من مكان مرتفع أو تعرض لهجوم
وحش كاسر فأصيب بتهتك في فخذه ونزف دموي مثلا ــ ترى كيف سيتفاعل جسمه
تجاه هذا الجرح وتلك الإصابة البالغة لكي يحافظ على حياته وحياة العضو
المصاب من خطر النزف والتلوث الذي حدث أولا ثم لتحقيق الالتئام وعودة
الأنسجة المصابة لوظيفتها الطبيعية ثانياً؟
تصورنا إنسانا صحيح البدن يعيش في منطقة نائية حيث لا توجد إسعافات أولية
أو رعاية طبية، لو تصورنا هذا الإنسان وقد سقط من مكان مرتفع أو تعرض لهجوم
وحش كاسر فأصيب بتهتك في فخذه ونزف دموي مثلا ــ ترى كيف سيتفاعل جسمه
تجاه هذا الجرح وتلك الإصابة البالغة لكي يحافظ على حياته وحياة العضو
المصاب من خطر النزف والتلوث الذي حدث أولا ثم لتحقيق الالتئام وعودة
الأنسجة المصابة لوظيفتها الطبيعية ثانياً؟
أولا:
سيبدأ الأمر من ذات الجرح حيث أدى تمزق العضلات والأوعية الدموية وتقطع
نهايات وجذوع الأعصاب الطرفية إلى انبعاث إشارات ونبضات تمثل في حقيقتها
استغاثات صادرة من مكان الإصابة إلى مختلف مراكز الجسم، وتنطلق هذه النبضات
على عدة محاور تلتقي كلها عند نقاط رئيسة ومراكز عصبية وحسية من شأنها
تحقيق استجابة عامة واستنفار لجميع أجهزة الجسم الحيوية، وهذا هو ما يعرف
باسم: الاستجابة العصبية الغدي ـ صماوية.
سيبدأ الأمر من ذات الجرح حيث أدى تمزق العضلات والأوعية الدموية وتقطع
نهايات وجذوع الأعصاب الطرفية إلى انبعاث إشارات ونبضات تمثل في حقيقتها
استغاثات صادرة من مكان الإصابة إلى مختلف مراكز الجسم، وتنطلق هذه النبضات
على عدة محاور تلتقي كلها عند نقاط رئيسة ومراكز عصبية وحسية من شأنها
تحقيق استجابة عامة واستنفار لجميع أجهزة الجسم الحيوية، وهذا هو ما يعرف
باسم: الاستجابة العصبية الغدي ـ صماوية.
ثانياً:
سيتبع ذلك تغيرات مهمة في تفاعلات الاستقلابMetabolic changes وفي وظائف
الكليتين والرئتين والجهاز الدوري وأيضا الجهاز المناعي Immunity system
لتكون المحصلة النهائية لهذه التداعيات هي توجيه طاقة الجسم البشري ووظائف
أعضائه لخدمة العضو المصاب ولو أدى ذلك إلى بذل الأعضاء المختلفة لجزء كبير
من مخزونها وحاجاتها الأساسية من طاقة وبروتين لتوفير ما يلزم ذلك العضو
من إمدادات دفاعية وبنائية لتحقيق التئامه وعودته لحالته الطبيعية التي كان
عليها.
سيتبع ذلك تغيرات مهمة في تفاعلات الاستقلابMetabolic changes وفي وظائف
الكليتين والرئتين والجهاز الدوري وأيضا الجهاز المناعي Immunity system
لتكون المحصلة النهائية لهذه التداعيات هي توجيه طاقة الجسم البشري ووظائف
أعضائه لخدمة العضو المصاب ولو أدى ذلك إلى بذل الأعضاء المختلفة لجزء كبير
من مخزونها وحاجاتها الأساسية من طاقة وبروتين لتوفير ما يلزم ذلك العضو
من إمدادات دفاعية وبنائية لتحقيق التئامه وعودته لحالته الطبيعية التي كان
عليها.
|
صورة تم مسحها بواسطة المجهر الإلكتروني تظهر لدم بشري يمكن رؤية خلايا الدم الحمراء، وعدة خلايا دم بيضاء عقدية التي تتضمن الخلايا اللمفاوية والعديد من صفيحات الدم على هيئة أقراص صغيرة |
وقد
تبدو هذه المقدمة نوعا من الفلسفة أو الكتابة الأدبية ولكن الحقائق العلمية
التي أثبتتها الأبحاث الدقيقة ابلغ بكثير من تلك المقدمة التي تحاول تصوير
الواقع الذي يحدث كل يوم، بل كل لحظة في ملايين الأجسام البشرية التي
تتعرض للمرض أو الإصابة بالجرح.
تبدو هذه المقدمة نوعا من الفلسفة أو الكتابة الأدبية ولكن الحقائق العلمية
التي أثبتتها الأبحاث الدقيقة ابلغ بكثير من تلك المقدمة التي تحاول تصوير
الواقع الذي يحدث كل يوم، بل كل لحظة في ملايين الأجسام البشرية التي
تتعرض للمرض أو الإصابة بالجرح.
ولنبدأ بتلخيص ما يحدث على النحو التالي:
أولا- الإشارات المنبعثة من مكان الإصابة:
أ- النزف الدموي:
يؤدى
ذلك النزق إلى هبوط مفاجئ في ضغط الدم وفي حجم الدم الوارد من القلب فتنبهت
المستشعرات الضغطية baro receptors والحجمية mechanoreceptors الموجودة في
جدران القلب والشريان الأبهر والشريانين السباتيين وبتنبيه تلك المستشعرات
تبعث الإشارات والنبضات العصبية إلى مراكز ما تحت المهاد في المخ
hypothalamic centers والتي تمثل محطة رئيسة لاستقبال واستشعار الإشارات
المختلفة والتغيرات التي تحدث بالدم بعد حدوث الإصابة أو المرض. كذلك (وفي
نفس اللحظة) تتنبه مستشعرات مماثلة بشرايين الكليتين فتنشط إفراز هرمون
الرنين من الكليتين ليحول الانجيوتنسينوجين الموجودة في الدم إلى
الانجيوتنسين"1" الذي يتحول إلى الانجيوتنسين"2" الذي ينبه بدوره مراكز ما
تحت المهاد إلى جانب قيامه بتنبيهات أخرى مهمة سنعرض لها فيما بعد.
ذلك النزق إلى هبوط مفاجئ في ضغط الدم وفي حجم الدم الوارد من القلب فتنبهت
المستشعرات الضغطية baro receptors والحجمية mechanoreceptors الموجودة في
جدران القلب والشريان الأبهر والشريانين السباتيين وبتنبيه تلك المستشعرات
تبعث الإشارات والنبضات العصبية إلى مراكز ما تحت المهاد في المخ
hypothalamic centers والتي تمثل محطة رئيسة لاستقبال واستشعار الإشارات
المختلفة والتغيرات التي تحدث بالدم بعد حدوث الإصابة أو المرض. كذلك (وفي
نفس اللحظة) تتنبه مستشعرات مماثلة بشرايين الكليتين فتنشط إفراز هرمون
الرنين من الكليتين ليحول الانجيوتنسينوجين الموجودة في الدم إلى
الانجيوتنسين"1" الذي يتحول إلى الانجيوتنسين"2" الذي ينبه بدوره مراكز ما
تحت المهاد إلى جانب قيامه بتنبيهات أخرى مهمة سنعرض لها فيما بعد.
وفي
نفس اللحظة تنطلق مواد كيميائية من جدران الأوعية الدموية والأنسجة
المتهتكة ــ هذه المواد تستدعي كرات الدم ( بخاصية الجذب الكيميائي) وتنشط
تراكم الصفائح الدموية وعوامل التجلط في مكان الجرح لإحداث الجلطة التي تسد
النزف أولا ثم تنشط تكوين النسيج الضام لالتئام الأنسجة المنجرحة بعد ذلك.(1)(2) كما أنها تجتذب الخلايا البلعمية التي تستدعي وتنشط الخلايا المناعية.
نفس اللحظة تنطلق مواد كيميائية من جدران الأوعية الدموية والأنسجة
المتهتكة ــ هذه المواد تستدعي كرات الدم ( بخاصية الجذب الكيميائي) وتنشط
تراكم الصفائح الدموية وعوامل التجلط في مكان الجرح لإحداث الجلطة التي تسد
النزف أولا ثم تنشط تكوين النسيج الضام لالتئام الأنسجة المنجرحة بعد ذلك.(1)(2) كما أنها تجتذب الخلايا البلعمية التي تستدعي وتنشط الخلايا المناعية.
ب- هرمون النور أدرينالين:
ينطلق
هرمون النور أدرينالين من النهايات العصبية المتمزقة إلى الدورة الدموية
لتصل إلى مراكز ما تحت المهاد منشطة إياها لتلتقي في ذلك مع الإشارات
السابق ذكرها في (أ).
هرمون النور أدرينالين من النهايات العصبية المتمزقة إلى الدورة الدموية
لتصل إلى مراكز ما تحت المهاد منشطة إياها لتلتقي في ذلك مع الإشارات
السابق ذكرها في (أ).
|
صورة توضح مراكز المهاد (hypothalamus) في الدماغ البشري |
ج- الإحساس بالألم:
والذي
يحدث بانبعاث النبضات من النهايات العصبية في موضع الجرح ليمر من المسارات
العصبية عبر النخاع الشوكي إلى مراكز المهاد thalamus ومن ثم إلى مراكز
الإحساس بالمخ ومنها تنطلق الانعكاسات والإشارات من مراكز الإحساس العليا
إلى مراكز المهاد وإلى النطاق الساقي في المخ. Limbic system الذي يوزع
الإشارات إلى مراكز التكوين الشبكي reticular formation وإلى مراكز المهاد
hypothalamus.ب(2)(Wall, P.D and Mwlzook, 1989, Text Book of Pain, Churcill Livingstone, Edinburgh.)
يحدث بانبعاث النبضات من النهايات العصبية في موضع الجرح ليمر من المسارات
العصبية عبر النخاع الشوكي إلى مراكز المهاد thalamus ومن ثم إلى مراكز
الإحساس بالمخ ومنها تنطلق الانعكاسات والإشارات من مراكز الإحساس العليا
إلى مراكز المهاد وإلى النطاق الساقي في المخ. Limbic system الذي يوزع
الإشارات إلى مراكز التكوين الشبكي reticular formation وإلى مراكز المهاد
hypothalamus.ب(2)(Wall, P.D and Mwlzook, 1989, Text Book of Pain, Churcill Livingstone, Edinburgh.)
ويتضح
مما سبق في،ب،ج أن الشكوى من العضو المصاب قد تمثلت في إشارات انطلقت على
ثلاث محاور رئيسة تلاقت جميعها في الجهاز العصبي لتنبه ثلاث مراكز رئيسة
هي:
مما سبق في،ب،ج أن الشكوى من العضو المصاب قد تمثلت في إشارات انطلقت على
ثلاث محاور رئيسة تلاقت جميعها في الجهاز العصبي لتنبه ثلاث مراكز رئيسة
هي:
1- مراكز ما تحت المهاد hypothalamus.
2- مراكز الإحساس العليا بقشرة المخ post central gyrus.
3- مراكز التكوين الشبكي والنظام الساقي reticular formation and limbic system.
|
صورة توضح الغدة النخامية (pituitary) على الدماغ |
الاستجابات التي تحدث في مراكز ما تحت المهاد:
أولا - تنبعث المعززات المختلفة لهرمونات الفص الأمامي للغدة النخامية anterior
pituitary hormone releasing factors فتسبب إطلاق العديد من هرمونات تلك
الغدة والتي من أهمها هرمون تنشيط الفشرة الكظرية ACTH وهرمون النمو.G.H
وهرمون تنشيط الدرقيةTSH.
pituitary hormone releasing factors فتسبب إطلاق العديد من هرمونات تلك
الغدة والتي من أهمها هرمون تنشيط الفشرة الكظرية ACTH وهرمون النمو.G.H
وهرمون تنشيط الدرقيةTSH.
ثانيا-
ينطلق هرمون مضاد الإدرار (ADH) من النهايات العصبية الموجودة في الفص
الخلفي للغدة النخامية - رؤوس هذه النهايات موجودة في مراكز ما تحت المهاد -
وبتنبيهها ينطلق الهرمون من نهاياتها الموجودة في الفص النخامي الخلفي.
ينطلق هرمون مضاد الإدرار (ADH) من النهايات العصبية الموجودة في الفص
الخلفي للغدة النخامية - رؤوس هذه النهايات موجودة في مراكز ما تحت المهاد -
وبتنبيهها ينطلق الهرمون من نهاياتها الموجودة في الفص النخامي الخلفي.
ثالثا- تنطلق النبضات المنبهة لمراكز الجهاز العصبي التعاطفيsympathetic N.S. (الموجودة في ساق المخ والنخاع المستطيل) والتي من أهمها:
- مراكز تسارع نبضات القلبcardiac acceleratory centers.
- مراكز التنفسrespiratory centers.
- مراكز تنشيط نخاع الكظرية adrenal medulla لإفراز هرمون الأدرينالين والنورأدرينالين بكميات وافرة.
رابعا-
يتم إفراز مادتي " الاندورفين والانكافالين" في داخل الجهاز العصبي
المركزي والنخاع الشوكي كاستجابة للإحساس بالألم والإصابة، وإن لهاتين
المادتين فعلا مسكنا ومطمئنا يفوق ما تفعله مادة (المورفين) بحوالي من 18
إلى 30 مرة.
يتم إفراز مادتي " الاندورفين والانكافالين" في داخل الجهاز العصبي
المركزي والنخاع الشوكي كاستجابة للإحساس بالألم والإصابة، وإن لهاتين
المادتين فعلا مسكنا ومطمئنا يفوق ما تفعله مادة (المورفين) بحوالي من 18
إلى 30 مرة.
ورغم
أن دورها في حال المرض والإصابة لم يتضح بعد بدرجة قطعية كاملة ؛ إلا أن
المشاهد والمستنتج أن لهما أثرا مسكنا للألم مما يساعد على تهدئة الذعر
والاضطراب اللذين يحدثان للمصاب بسبب الألم الشديد الذي قد يسبب صدمة
عصبية،ويفقد المصاب القدرة على حسن استجابة المراكز الحركية ومواجهة خطر
الإصابة بالمقاومة أو الهرب. وهذا مشاهد وملاحظ في الحروب حينما ينتفي
الإحساس بالألم عند محارب جريح رغم أن إصابته قد تكون بالغة.
أن دورها في حال المرض والإصابة لم يتضح بعد بدرجة قطعية كاملة ؛ إلا أن
المشاهد والمستنتج أن لهما أثرا مسكنا للألم مما يساعد على تهدئة الذعر
والاضطراب اللذين يحدثان للمصاب بسبب الألم الشديد الذي قد يسبب صدمة
عصبية،ويفقد المصاب القدرة على حسن استجابة المراكز الحركية ومواجهة خطر
الإصابة بالمقاومة أو الهرب. وهذا مشاهد وملاحظ في الحروب حينما ينتفي
الإحساس بالألم عند محارب جريح رغم أن إصابته قد تكون بالغة.
|
رسم يوضح بينة القلب البشري |
الاستجابات التي قد تحدث من تنبيه التكوين الشبكي ومراكز النظام الساقي:
تعتبر
الاستجابات الناتجة من تنبه تلك المراكز محوراً ضروريا ومهما لمواجهة
الأحوال التوترية والضغوط التي يتعرض لها المصاب، ويمكن القول بان محصلتها
هي إرسال وتأمين الأنشطة التي تحقق:
الاستجابات الناتجة من تنبه تلك المراكز محوراً ضروريا ومهما لمواجهة
الأحوال التوترية والضغوط التي يتعرض لها المصاب، ويمكن القول بان محصلتها
هي إرسال وتأمين الأنشطة التي تحقق:
أ - الانتباه العام واليقظة المستمرة لمراكز المخ العليا.
ب -.تنبيه الجهاز العصبي التعاطفي Sympathetic Nervous System، ورفع درجة توتر العضلات وحساسيتها.
وبذلك تكون المحصلة هي سهر الجسم والعقل واستنفارهما في حالة يقظة مستمرة أثناء المرض أو الإصابة.
استجابات مراكز المخ العليا:
بوصول الإحساس بالمرض أو الإصابة الحادثة لعضو ما إلى مراكز المخ العليا يحدث الآتي:
أ -
يتم تنبيه وتوجيه المراكز المختلفة السابق ذكرها بنفس القدر ولكن من مسارات
مختلفة وبذلك يتحقق ضمان نشاط الجميع في آن واحد مع الاستمرارية (مثلا
عندما تتنبه مراكز تحت المهاد فإنها تنبه مراكز المخ العليا وفي ذات الوقت
تتلقى منه التنبيهات التي تضمن استمرارية وتحور نشاطها والعكس صحيح عند
تنبه مراكز المخ العليا أولا).
يتم تنبيه وتوجيه المراكز المختلفة السابق ذكرها بنفس القدر ولكن من مسارات
مختلفة وبذلك يتحقق ضمان نشاط الجميع في آن واحد مع الاستمرارية (مثلا
عندما تتنبه مراكز تحت المهاد فإنها تنبه مراكز المخ العليا وفي ذات الوقت
تتلقى منه التنبيهات التي تضمن استمرارية وتحور نشاطها والعكس صحيح عند
تنبه مراكز المخ العليا أولا).
ب-
ترسل إشارات من وإلى مراكز الذاكرة للاستعانة بالخبرة السابقة لتوجيه
التصرف المناسب ( على مستوي الشعور واللاشعور) حيال المرض أو الإصابة
بالجروح مسترشدا بسابق التعرض للظروف المشابهة، والدليل على ذلك تحسن
استجابة وتصرف الجسم الذي سبق تعرضه عن الذي لم يسبق له التعرض، وفي
الإنسان والحيوان وبعض الكائنات الأدنى أدلة علمية كثيرة على قيمة الذاكرة
وسابق التعرض في توجيه تصرفات الجسم ومقاومته بصورة أفضل.
ترسل إشارات من وإلى مراكز الذاكرة للاستعانة بالخبرة السابقة لتوجيه
التصرف المناسب ( على مستوي الشعور واللاشعور) حيال المرض أو الإصابة
بالجروح مسترشدا بسابق التعرض للظروف المشابهة، والدليل على ذلك تحسن
استجابة وتصرف الجسم الذي سبق تعرضه عن الذي لم يسبق له التعرض، وفي
الإنسان والحيوان وبعض الكائنات الأدنى أدلة علمية كثيرة على قيمة الذاكرة
وسابق التعرض في توجيه تصرفات الجسم ومقاومته بصورة أفضل.
التداعيات والتفاعلات الناتجة عن الاستجابات السابق ذكرها:
إن ما
سبق من وصف ما حدث في الجهاز العصبي بمحاوره الرئيسة ما هو إلا المرحلة
الأولى من مراحل استجابة الجسم بأسره، فمن تنبه تلك المراكز تنبثق النبضات
المختلفة عصبية وهرمونية إلى جميع أعضاء الجسم بحيث ينشط كل عضو بل وربما
كل خلية سليمة في الجسم البشري ليأخذ دورا في مواجهة ما أصاب أحد أعضائه من
مرض أو جرح كما ورد في الحديث.
سبق من وصف ما حدث في الجهاز العصبي بمحاوره الرئيسة ما هو إلا المرحلة
الأولى من مراحل استجابة الجسم بأسره، فمن تنبه تلك المراكز تنبثق النبضات
المختلفة عصبية وهرمونية إلى جميع أعضاء الجسم بحيث ينشط كل عضو بل وربما
كل خلية سليمة في الجسم البشري ليأخذ دورا في مواجهة ما أصاب أحد أعضائه من
مرض أو جرح كما ورد في الحديث.
وسوف نعرض (مع التلخيص الشديد) لبعض هذه التداعيات:
أولا:
يقوم هرمون منشط قشرة الكظرية ACTH بتنشيط الغدة الكظرية لإنتاج كمية
وافرة من هرمون الكورتيزول والادوستيرون من الجزء القشري ثم يقوم
الكورتيزول بحفر النخاع لافراز الأدرينالين فتكون المحصلة هي زيادة
هرمونات:
يقوم هرمون منشط قشرة الكظرية ACTH بتنشيط الغدة الكظرية لإنتاج كمية
وافرة من هرمون الكورتيزول والادوستيرون من الجزء القشري ثم يقوم
الكورتيزول بحفر النخاع لافراز الأدرينالين فتكون المحصلة هي زيادة
هرمونات:
1- الكورتيزول.
2- الألدوستيرون.
3- الأدرينالين.
ولتلك
الهرمونات تأثيرات أساسية في مواجهة الجسم للتوترات الناجمة عن الإصابة
وتوجيه تفاعلات الاستقلاب METABOLIC REACTIONS وتوجيه وظائف الكلى فيما
يختص بتنظيم إدرار الملح وسنعرض لذلك فيما بعد.
الهرمونات تأثيرات أساسية في مواجهة الجسم للتوترات الناجمة عن الإصابة
وتوجيه تفاعلات الاستقلاب METABOLIC REACTIONS وتوجيه وظائف الكلى فيما
يختص بتنظيم إدرار الملح وسنعرض لذلك فيما بعد.
ثانيا:
يقوم هرمون مضاد الإدرار ADH بتوجيه قنوات الكلى المجمعة لإعادة امتصاص
قصوى للماء الراشح وإعادته إلى الدورة الدموية، وبذلك يتم الاحتفاظ بماء
الجسم من أن يفقد مع البول.
يقوم هرمون مضاد الإدرار ADH بتوجيه قنوات الكلى المجمعة لإعادة امتصاص
قصوى للماء الراشح وإعادته إلى الدورة الدموية، وبذلك يتم الاحتفاظ بماء
الجسم من أن يفقد مع البول.
ثالثا:
بتنبيه الجهاز العصبي التعاطفي SYMPATHETIC STIMULATION تنقبض الأوعية
الدموية الطرفية ويتسارع نبض القلب، وتزداد قوة ضخه، وبذلك يرتفع ضغط الدم
إلى المستوي اللازم لسريانه في الأعضاء الحيوية كالقلب والمخ والكليتين رغم
ما قد يحدث من تناقص كبير في حجم الدم نتيجة النزف أو الارتشاح كما يتسارع
معدل التنفس وعمقه لإحداث اكبر قدر ممكن من أكسجة الدم كما أن لتنبه
الجهاز التعاطفي توجيها مباشرا لنخاع الغدة الكظرية لإفراز الأدرينالين
وكميات اقل من النور أدرينالين ومشتقاتهما.
بتنبيه الجهاز العصبي التعاطفي SYMPATHETIC STIMULATION تنقبض الأوعية
الدموية الطرفية ويتسارع نبض القلب، وتزداد قوة ضخه، وبذلك يرتفع ضغط الدم
إلى المستوي اللازم لسريانه في الأعضاء الحيوية كالقلب والمخ والكليتين رغم
ما قد يحدث من تناقص كبير في حجم الدم نتيجة النزف أو الارتشاح كما يتسارع
معدل التنفس وعمقه لإحداث اكبر قدر ممكن من أكسجة الدم كما أن لتنبه
الجهاز التعاطفي توجيها مباشرا لنخاع الغدة الكظرية لإفراز الأدرينالين
وكميات اقل من النور أدرينالين ومشتقاتهما.
دور الغدتين الكظريتين (غدتي فوق الكلية):
تتكون
كل غدة من قشرة ونخاع وقد سبق الإشارة إلى بعض الهرمونات التي تفرزها
وسيأتي ذكر أهم التداعيات التي تحدثها تلك الهرمونات فيما بعد، ولكن الذي
نريد ذكره هنا هو أن هاتين الغدتين رغم صغر حجمهما إلا انهما من أهم
الأعضاء التي تتداعى وتتفاعل لإصابة عضو ما من أعضاء الجسم بل إن هرمونات
القشرة الكظرية وبالذات هرمون الكرتيزول ومشتقاته لابد من وجودها للحياة
وللتداعيات اللازمة لمواجهة المرض والإصابة.
كل غدة من قشرة ونخاع وقد سبق الإشارة إلى بعض الهرمونات التي تفرزها
وسيأتي ذكر أهم التداعيات التي تحدثها تلك الهرمونات فيما بعد، ولكن الذي
نريد ذكره هنا هو أن هاتين الغدتين رغم صغر حجمهما إلا انهما من أهم
الأعضاء التي تتداعى وتتفاعل لإصابة عضو ما من أعضاء الجسم بل إن هرمونات
القشرة الكظرية وبالذات هرمون الكرتيزول ومشتقاته لابد من وجودها للحياة
وللتداعيات اللازمة لمواجهة المرض والإصابة.
دور الكليتين في حال المرض:
|
رسم يوضح شكل ومكان الكلى البشرية في جسم الإنسان |
أ-
تقوم الكليتان بالاحتفاظ بالماء والصوديوم من أن يفقدا وذلك بإعادة
امتصاصهما لأقصى قدر ممكن وهذا تحت تأثير هرمونين أساسيين هما مضاد
الإدرارAnti Diuretic Hormonي
(ADH) للاحتفاظ بالماء؛ وهرمون الألدوستيرون للاحتفاظ بالصوديوم وإخراج
البوتاسيوم وهذا مهم لمواجهة تعويض ما قد فقده الجسم من سوائل ومواجهة ما
قد يتبع ذلك من ظروف غير ملائمة لتعويض السوائل والأملاح بالتناول من طريق
خارجي.
تقوم الكليتان بالاحتفاظ بالماء والصوديوم من أن يفقدا وذلك بإعادة
امتصاصهما لأقصى قدر ممكن وهذا تحت تأثير هرمونين أساسيين هما مضاد
الإدرارAnti Diuretic Hormonي
(ADH) للاحتفاظ بالماء؛ وهرمون الألدوستيرون للاحتفاظ بالصوديوم وإخراج
البوتاسيوم وهذا مهم لمواجهة تعويض ما قد فقده الجسم من سوائل ومواجهة ما
قد يتبع ذلك من ظروف غير ملائمة لتعويض السوائل والأملاح بالتناول من طريق
خارجي.
ب-
تساهم الكليتان في إنتاج هرمون الألدوستيرون بإفراز هرمون الرنين Renin H.
(الذي يحول هرمونا أخر هو الأنجيوتنسينوجين إلى انجيوتنسين"1" ثم
انجيوتنسين"2" (الذي يعد من أدوم منشطات قشرة الكظرية لإفراز الألدوستيرون)
كذلك يقوم الانجيوتنسين"2" بتنبيه مراكز الإحساس بالعطش و مراكز إفراز
مضاد الإدرار إلى جانب مساهمته في انقباض الأوعية الدموية لرفع ضغط الدم
وكل هذا يتحقق عن طريق تبدؤه الكليتان ويختلف عن المسارات السابق ذكرها.
تساهم الكليتان في إنتاج هرمون الألدوستيرون بإفراز هرمون الرنين Renin H.
(الذي يحول هرمونا أخر هو الأنجيوتنسينوجين إلى انجيوتنسين"1" ثم
انجيوتنسين"2" (الذي يعد من أدوم منشطات قشرة الكظرية لإفراز الألدوستيرون)
كذلك يقوم الانجيوتنسين"2" بتنبيه مراكز الإحساس بالعطش و مراكز إفراز
مضاد الإدرار إلى جانب مساهمته في انقباض الأوعية الدموية لرفع ضغط الدم
وكل هذا يتحقق عن طريق تبدؤه الكليتان ويختلف عن المسارات السابق ذكرها.
ج-
تقوم الكليتان بإخراج البوتاسيوم الزائد والمتصاعد من خلايا الجسم أثناء
عملية الاستقلاب الهدمية cataboli & hypercatabolic states بالمبادلة
مع الصوديوم المرتشح في القنوات الطرفية ولو تعطلت هذه الوظيفة المهمة كما
قد يحدث في حالة الفشل الكلوي، لحدثت الوفاة بسبب ارتفاع نسبة البوتاسيوم
بالدم إلى درجة تسبب توقف القلب.
تقوم الكليتان بإخراج البوتاسيوم الزائد والمتصاعد من خلايا الجسم أثناء
عملية الاستقلاب الهدمية cataboli & hypercatabolic states بالمبادلة
مع الصوديوم المرتشح في القنوات الطرفية ولو تعطلت هذه الوظيفة المهمة كما
قد يحدث في حالة الفشل الكلوي، لحدثت الوفاة بسبب ارتفاع نسبة البوتاسيوم
بالدم إلى درجة تسبب توقف القلب.
وهكذا
نرى أن للكليتين دورا أساسيا في توازن الوسط المائي والاحتفاظ بالماء
والملح (الصوديوم) والصوديوم أهم لأنه هو الذي يمسك بالماء في السائل البين
خلوي؛ extra-cellular interstitial & plasma fluid ذلك السائل المهم
الذي يتخلل خلايا الجسم ويشكل وسطا تبادليا مهما بين سائر الأعضاء بحيث
يؤدي انكماشه أو تغير تركيبه إلى فقدان الحياة.
نرى أن للكليتين دورا أساسيا في توازن الوسط المائي والاحتفاظ بالماء
والملح (الصوديوم) والصوديوم أهم لأنه هو الذي يمسك بالماء في السائل البين
خلوي؛ extra-cellular interstitial & plasma fluid ذلك السائل المهم
الذي يتخلل خلايا الجسم ويشكل وسطا تبادليا مهما بين سائر الأعضاء بحيث
يؤدي انكماشه أو تغير تركيبه إلى فقدان الحياة.
الدور الذي يؤديه الدم والقلب والجهاز الدوري:
غني
عن القول إن الدم هو الوسط المهم الذي ينقل الأكسيجين والغذاء إلى العضو
المصاب والى سائر الأعضاء النشيطة في خدمة العضو المصاب، وهو الذي ينقل
الرسائل الهرمونية بين أعضاء الجسم وغدده التي تكون في حالة نشاط، وهو الذي
ينقل مواد التجلط المختلفة إلى العضو المصاب لإيقاف النزيف كما أنة ينقل
المواد المضادة للتجلط لمنع الإفراط في التجلط،وهو الذي ينقل الأجسام
المضادة وخلايا الجهاز المناعي إلى حيث يجب مواجهة أي جسم غريب أو ميكروب
ضار يغزو الجسم.
عن القول إن الدم هو الوسط المهم الذي ينقل الأكسيجين والغذاء إلى العضو
المصاب والى سائر الأعضاء النشيطة في خدمة العضو المصاب، وهو الذي ينقل
الرسائل الهرمونية بين أعضاء الجسم وغدده التي تكون في حالة نشاط، وهو الذي
ينقل مواد التجلط المختلفة إلى العضو المصاب لإيقاف النزيف كما أنة ينقل
المواد المضادة للتجلط لمنع الإفراط في التجلط،وهو الذي ينقل الأجسام
المضادة وخلايا الجهاز المناعي إلى حيث يجب مواجهة أي جسم غريب أو ميكروب
ضار يغزو الجسم.
ولكي
يتم ذلك بصورة أسرع يتم تنشيط عضلة القلب عصبيا وهرمونيا ليتسارع نبضه
ويقوى ضخه فيتضاعف معدل الضخ القلبي cardiac output أثناء المرض أو الإصابة
كما يتم انقباض أوعية الجهاز الدوري من شرايين وأوردة طرفية وشرايين وأورد
طرفية لرفع الدم الهابط ولسحب الدم من الأعضاء الطرفية والخاملة نسبيا
لتوجيهه إلى الأعضاء الأكثر نشاطا ولتعويض ما يفقد تعويضا سريعا إلى حين
التعويض بإعادة توزيع السوائل ثم بتكوين سوائل وخلايا دموية جديدة بدلا من
التي فقدت.
يتم ذلك بصورة أسرع يتم تنشيط عضلة القلب عصبيا وهرمونيا ليتسارع نبضه
ويقوى ضخه فيتضاعف معدل الضخ القلبي cardiac output أثناء المرض أو الإصابة
كما يتم انقباض أوعية الجهاز الدوري من شرايين وأوردة طرفية وشرايين وأورد
طرفية لرفع الدم الهابط ولسحب الدم من الأعضاء الطرفية والخاملة نسبيا
لتوجيهه إلى الأعضاء الأكثر نشاطا ولتعويض ما يفقد تعويضا سريعا إلى حين
التعويض بإعادة توزيع السوائل ثم بتكوين سوائل وخلايا دموية جديدة بدلا من
التي فقدت.
ونذكر
هنا أن أهم مواجهات هذه التداعيات هي هرمونات الكورتيزول،والأدرينالين،
والانجيوتنسين، والألدوستيرون ونشاط الجهاز العصبي التعاطفي(Guyton A.
Textboock of Medical physiology 6th. Edition – Philadelphia, WB Saunders
1984.).
هنا أن أهم مواجهات هذه التداعيات هي هرمونات الكورتيزول،والأدرينالين،
والانجيوتنسين، والألدوستيرون ونشاط الجهاز العصبي التعاطفي(Guyton A.
Textboock of Medical physiology 6th. Edition – Philadelphia, WB Saunders
1984.).
|
رسم يوضح شكل ومكان الجهاز العصبي في جسم الإنسان |
تفاعلات
الاستقلاب(مجلس وزراء الصحة العرب- منظمة الصحة العالمية – اتحاد الأطباء
العرب – المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – المعجم الطبي الموحد –
إنجليزي – عربي – فرنسي، طبعة 1983 م) التي تحدث عند المرض أو الإصابة
بالجروح Metabolic Responses
الاستقلاب(مجلس وزراء الصحة العرب- منظمة الصحة العالمية – اتحاد الأطباء
العرب – المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – المعجم الطبي الموحد –
إنجليزي – عربي – فرنسي، طبعة 1983 م) التي تحدث عند المرض أو الإصابة
بالجروح Metabolic Responses
تحدث
هذه التفاعلات بصورة متسارعة ونشطة وتكون مجندة في الأساس لمواجهة المرض
الذي أصاب عضوا ما، وينظم ذلك التنبيهات العصبية والهرمونية التي سبق وصفها
neuro-endocrinal stimuli وسنرى أنها تشمل جميع الأعضاء بل جميع خلايا
الجسم السليمة تقريبا؛فإنه نظرا لاحتياج الجسم لكميات كبيرة من الطاقة في
حال المرض أو الجراحة فإن تفاعلات الاستقلاب توجه لتوفير تلك الكميات
اللازمة للانتفاع بها فيما يلي:
هذه التفاعلات بصورة متسارعة ونشطة وتكون مجندة في الأساس لمواجهة المرض
الذي أصاب عضوا ما، وينظم ذلك التنبيهات العصبية والهرمونية التي سبق وصفها
neuro-endocrinal stimuli وسنرى أنها تشمل جميع الأعضاء بل جميع خلايا
الجسم السليمة تقريبا؛فإنه نظرا لاحتياج الجسم لكميات كبيرة من الطاقة في
حال المرض أو الجراحة فإن تفاعلات الاستقلاب توجه لتوفير تلك الكميات
اللازمة للانتفاع بها فيما يلي:
1-
المحافظة على سلامة الخلايا المحيطة بمنطقة الإصابة والخلايا التي أصيبت
إصابة جزئية أدت إلى انتفاخها بالماء لخلل عارض في نفاذية غشائها داخل
الصوديوم والماء إليها هذه الخلايا تحتاج لطاقة كبيرة لإصلاح ذلك الخلل
ولطرح الصوديوم ومعه الماء الزائد إلى خارج الخلية مع الإبقاء على
البوتاسيوم داخلها وهو ما يعرف بعملية المضخة المحلية sodium pump وهي
عملية نشطة تحتاج إلى كميات من الطاقة الكيميائية المخزونة في جزئيات مثل
أدينوسين الفوسفات الثلاثيATPب.(2)
المحافظة على سلامة الخلايا المحيطة بمنطقة الإصابة والخلايا التي أصيبت
إصابة جزئية أدت إلى انتفاخها بالماء لخلل عارض في نفاذية غشائها داخل
الصوديوم والماء إليها هذه الخلايا تحتاج لطاقة كبيرة لإصلاح ذلك الخلل
ولطرح الصوديوم ومعه الماء الزائد إلى خارج الخلية مع الإبقاء على
البوتاسيوم داخلها وهو ما يعرف بعملية المضخة المحلية sodium pump وهي
عملية نشطة تحتاج إلى كميات من الطاقة الكيميائية المخزونة في جزئيات مثل
أدينوسين الفوسفات الثلاثيATPب.(2)
2-
توفير الطاقة اللازمة لإتمام تفاعلات الهدم والبناء والالتئام التي تشتمل
على تكوين بروتينيات جديدة وهذه لا تتم إلا بكميات كبيرة من الطاقة..
توفير الطاقة اللازمة لإتمام تفاعلات الهدم والبناء والالتئام التي تشتمل
على تكوين بروتينيات جديدة وهذه لا تتم إلا بكميات كبيرة من الطاقة..
3-
نشاط الجهاز المناعي لمقاومة الميكروبات التي قامت بغزو العضو المصاب أو
الجسم، وهذا يقتضي اندفاع الخلايا البلعمية وازدياد نشاطها للقيام بابتلاع
الميكروبات والأجسام الدقيقة phagocytosis ثم القيام بتصنيع الأجسام
المضادة.
نشاط الجهاز المناعي لمقاومة الميكروبات التي قامت بغزو العضو المصاب أو
الجسم، وهذا يقتضي اندفاع الخلايا البلعمية وازدياد نشاطها للقيام بابتلاع
الميكروبات والأجسام الدقيقة phagocytosis ثم القيام بتصنيع الأجسام
المضادة.
4-
توفير الطاقة اللازمة للنشاط الزائد الذي يحدث في مختلف أعضاء الجسم التي
تكون في حالة مواجهة للمرض مثل عضلة القلب ونشاط الكليتين وازدياد نشاط
الكبد..الخ وهكذا تتضاعف أنشطة الجسم وعملياته الحيوية وهذا يتطلب إمداده
بطاقة اكبر. ولتوفير هذه الطاقة يتضافر فعل الهرمونات المختلفة التي تم
إفرازها ومن أهم تلك الهرمونات:
توفير الطاقة اللازمة للنشاط الزائد الذي يحدث في مختلف أعضاء الجسم التي
تكون في حالة مواجهة للمرض مثل عضلة القلب ونشاط الكليتين وازدياد نشاط
الكبد..الخ وهكذا تتضاعف أنشطة الجسم وعملياته الحيوية وهذا يتطلب إمداده
بطاقة اكبر. ولتوفير هذه الطاقة يتضافر فعل الهرمونات المختلفة التي تم
إفرازها ومن أهم تلك الهرمونات:
- الكورتيزول-الأدرينالين-والنورأدرينالين-الجلوكاجون-هرمون النمو.
-
الكورتيزول: كما سبق التنويه على أهمية هذا الهرمون فإن لهذا الهرمون
تأثيرات عظيمة على جميع المحاور، فعلى محور الجهاز الدوري يدعم فعل
الأدرينالين على القلب والأوعية الدموية واستجابات الشعيرات الدموية كما
يدعم ثبات الأغشية الخلوية وفعل الكليتين في تنظيم وإدرار الماء والأملاح.
كما يكيف تفاعل الجهاز المناعي بما يمنع الإفراط في التفاعلات المناعية.
وفي الرئتين يدعم فعل الأدرينالين الباسط للشعبيات الهوائية.
الكورتيزول: كما سبق التنويه على أهمية هذا الهرمون فإن لهذا الهرمون
تأثيرات عظيمة على جميع المحاور، فعلى محور الجهاز الدوري يدعم فعل
الأدرينالين على القلب والأوعية الدموية واستجابات الشعيرات الدموية كما
يدعم ثبات الأغشية الخلوية وفعل الكليتين في تنظيم وإدرار الماء والأملاح.
كما يكيف تفاعل الجهاز المناعي بما يمنع الإفراط في التفاعلات المناعية.
وفي الرئتين يدعم فعل الأدرينالين الباسط للشعبيات الهوائية.
أما
في مجال تفاعلات الاستقلاب (أو الأيض Metabolism) فللكورتيزول فعل هدمي
بنائي مهم، ففي الأنسجة الضامة والعضلات والدهون يوجه هدم البروتينات
والجلوكوز والدهون لتوفير أحماض أمينية ودهنية وجلوكوز تذهب كلها إلى الكبد
وفي الكبد يكون للكورتيزول فعل بنائي يوجه خلايا الكبد لإنتاج الجلوكوز من
مختلف مصادره وخاصة حمض اللبنيك lactic acid والألانين الذي يتحول في
الكبد إلى جلوكوز وكذا لإنتاج الأجسام الكيتونية من الأحماض الدهنية
والجليسرين، كما انه يضاد فعل الأنسولين على خلايا الجسم الخاملة ليمنع
اختزانها للدهون والأحماض الأمينية والجلوكوز.
في مجال تفاعلات الاستقلاب (أو الأيض Metabolism) فللكورتيزول فعل هدمي
بنائي مهم، ففي الأنسجة الضامة والعضلات والدهون يوجه هدم البروتينات
والجلوكوز والدهون لتوفير أحماض أمينية ودهنية وجلوكوز تذهب كلها إلى الكبد
وفي الكبد يكون للكورتيزول فعل بنائي يوجه خلايا الكبد لإنتاج الجلوكوز من
مختلف مصادره وخاصة حمض اللبنيك lactic acid والألانين الذي يتحول في
الكبد إلى جلوكوز وكذا لإنتاج الأجسام الكيتونية من الأحماض الدهنية
والجليسرين، كما انه يضاد فعل الأنسولين على خلايا الجسم الخاملة ليمنع
اختزانها للدهون والأحماض الأمينية والجلوكوز.
-
الأدرينالين والجلوكاجون: يقومان بهدم الجليكوجين المخزون في الكبد إلى
جلوكوز والجليكوجين المخزون في العضل إلى حمض لبنيك glycogenolysis كما
يسبب كل هرمون تكسير الدهون إلى أحماض دهنية وجليسرين lipolysis.
الأدرينالين والجلوكاجون: يقومان بهدم الجليكوجين المخزون في الكبد إلى
جلوكوز والجليكوجين المخزون في العضل إلى حمض لبنيك glycogenolysis كما
يسبب كل هرمون تكسير الدهون إلى أحماض دهنية وجليسرين lipolysis.
وهكذا
تتضافر الهرمونات السابق ذكرها لإحداث عملية هدم واسعة تشمل مخزون
الكربوهيدرات والدهون والبروتينيات لتوفير كميات كبيرة من الجلوكوز،
والأحماض الدهنية،والجليسرين والأحماض الأمينية.أما الجلوكوز فانه يهدم
بعملية (الجليكوليزيس) ثم في دائرة الأكسدة الفوسفورية (دائرة كر يبس)
ومنها إلى الأكسدة البيولوجية لإنتاج جزيئات الطاقة العالية كيميائيا
ومعظمها الأدنيوسين الثلاثي الفوسفات ATP.
تتضافر الهرمونات السابق ذكرها لإحداث عملية هدم واسعة تشمل مخزون
الكربوهيدرات والدهون والبروتينيات لتوفير كميات كبيرة من الجلوكوز،
والأحماض الدهنية،والجليسرين والأحماض الأمينية.أما الجلوكوز فانه يهدم
بعملية (الجليكوليزيس) ثم في دائرة الأكسدة الفوسفورية (دائرة كر يبس)
ومنها إلى الأكسدة البيولوجية لإنتاج جزيئات الطاقة العالية كيميائيا
ومعظمها الأدنيوسين الثلاثي الفوسفات ATP.
أما
الأحماض الدهنية والأمينية فإنها أيضا تكسر إلى أن تدخل في دائرة كر يبس
لإنتاج جزئيات الأدينوسين الثلاثي فوسفات أو يتم تحويلها في الكبد إلى
الجلوكوز عملية (الجلوكزنيوجنيزيس gluconeogenesis) الذي يصب في الدم إلى
حيث ينتفع به في توفير الطاقة الكيماوية كما سبق توضيحه.وأيضا يتم الانتفاع
بالأحماض الأمينية في بناء بروتينيات جديدة للجهاز المناعي من أجسام مضادة
وخلايا دفاعية ولتصنيع جزئيات النسيج الضام اللازم لعملية الالتئام.
الأحماض الدهنية والأمينية فإنها أيضا تكسر إلى أن تدخل في دائرة كر يبس
لإنتاج جزئيات الأدينوسين الثلاثي فوسفات أو يتم تحويلها في الكبد إلى
الجلوكوز عملية (الجلوكزنيوجنيزيس gluconeogenesis) الذي يصب في الدم إلى
حيث ينتفع به في توفير الطاقة الكيماوية كما سبق توضيحه.وأيضا يتم الانتفاع
بالأحماض الأمينية في بناء بروتينيات جديدة للجهاز المناعي من أجسام مضادة
وخلايا دفاعية ولتصنيع جزئيات النسيج الضام اللازم لعملية الالتئام.
-هرمون النمو (GH)ب Growth hormon:
تفرزه
الغدة النخامية من الفص الأمامي بتأثير هرمون: منشط هرمون النمو الذي
تفرزه تحت المهاد استجابة للتوتر والمرض ولهذا الهرمون مفعول مهم في تنشيط
العديد من"عوامل النمو" Growthfactors وأهمها مادة " السوماتومدين"
Somatomedin في الكبد وأنسجة العضو المصاب، تلك العوامل البناءة تنشط تكون
الأنسجة الضامة ونموها كما أنها تنشط إفراز هرمون "الاريثروبويتن"
Erythropoitin Hormon الذي ينشط نخاع العظام لإنتاج كريات دم حمراء جديدة.
الغدة النخامية من الفص الأمامي بتأثير هرمون: منشط هرمون النمو الذي
تفرزه تحت المهاد استجابة للتوتر والمرض ولهذا الهرمون مفعول مهم في تنشيط
العديد من"عوامل النمو" Growthfactors وأهمها مادة " السوماتومدين"
Somatomedin في الكبد وأنسجة العضو المصاب، تلك العوامل البناءة تنشط تكون
الأنسجة الضامة ونموها كما أنها تنشط إفراز هرمون "الاريثروبويتن"
Erythropoitin Hormon الذي ينشط نخاع العظام لإنتاج كريات دم حمراء جديدة.
وهكذا يؤدي هرمون النمو دورا مهما لتشجيع البناء والالتئام واستعادة ما فقده العضو المصاب أولا ثم ما فقده سائر الجسد بعد ذلك.
وبذلك
يتضح لنا تداعي الجسم البشري لمواجهة المرض أو الجرح الحادث لعضو من
أعضائه، ولقد استخدمنا كلمة تداعي وتداعيات لأننا لم نجد لفظا في اللغة
العربية اكثر تعبيرا لما يحدث في الجسم من ذلك اللفظ ولو أردنا الاستعاضة
عنه لاحتجنا إلى أفعال عديدة لوصف ما يحدث.
يتضح لنا تداعي الجسم البشري لمواجهة المرض أو الجرح الحادث لعضو من
أعضائه، ولقد استخدمنا كلمة تداعي وتداعيات لأننا لم نجد لفظا في اللغة
العربية اكثر تعبيرا لما يحدث في الجسم من ذلك اللفظ ولو أردنا الاستعاضة
عنه لاحتجنا إلى أفعال عديدة لوصف ما يحدث.
من الإعجاز العلمي والطبي في السنة المطهرة:
ما
روي عن النبي (صلى الله عليه و سلم) عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم) "مثل المؤمنين في توادهم
وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد
بالسهر والحمى" (صحيح البخاري 4/93 رقم 6011 كتاب الأدب ط المكتبة
السلفية. وصحيح مسلم 4/1999 رقم 2586 كتاب البر والصلة ط دار إحياء التراث
العربي – بيروت، مسند الإمام احمد 4/270) رواه البخاري ومسلم وأحمد في
مسنده وهذا لفظ مسلم(صحيح مسلم – دار إحياء التراث العربي 1972م).
روي عن النبي (صلى الله عليه و سلم) عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم) "مثل المؤمنين في توادهم
وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد
بالسهر والحمى" (صحيح البخاري 4/93 رقم 6011 كتاب الأدب ط المكتبة
السلفية. وصحيح مسلم 4/1999 رقم 2586 كتاب البر والصلة ط دار إحياء التراث
العربي – بيروت، مسند الإمام احمد 4/270) رواه البخاري ومسلم وأحمد في
مسنده وهذا لفظ مسلم(صحيح مسلم – دار إحياء التراث العربي 1972م).
ولفظ
البخاري ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا
اشتكى عضواً تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى(صحيح البخاري،دار القلم –
بيروت – 1980م) ورواية احمد "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل
الجسد إذا اشتكى منه شئ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" (مسند الإمام
احمد بن حنبل – دار المعارف مصر 1980م)
البخاري ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا
اشتكى عضواً تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى(صحيح البخاري،دار القلم –
بيروت – 1980م) ورواية احمد "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل
الجسد إذا اشتكى منه شئ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" (مسند الإمام
احمد بن حنبل – دار المعارف مصر 1980م)
يخبر
النبي (صلى الله عليه و سلم) بما يجب أن يكون عليه حال المسلمين وحال الأمة
الإسلامية من تواد وتعاطف وتراحم؛ ولكي نفهم وندرك درجة هذا التراحم؛ ضرب
لنا النبي (صلى الله عليه و سلم) مثالا من أنفسنا وهو مثال الجسد الواحد
وما يحدث فيه عندما يشتكي عضو من أعضائه. واخبرنا بأن الجسد يتداعى كله
بالسهر والحمى من أجل هذا العضو ؛ ولن يتوقف التداعي حتى تتوقف شكوى ذلك
العضو.
النبي (صلى الله عليه و سلم) بما يجب أن يكون عليه حال المسلمين وحال الأمة
الإسلامية من تواد وتعاطف وتراحم؛ ولكي نفهم وندرك درجة هذا التراحم؛ ضرب
لنا النبي (صلى الله عليه و سلم) مثالا من أنفسنا وهو مثال الجسد الواحد
وما يحدث فيه عندما يشتكي عضو من أعضائه. واخبرنا بأن الجسد يتداعى كله
بالسهر والحمى من أجل هذا العضو ؛ ولن يتوقف التداعي حتى تتوقف شكوى ذلك
العضو.
والنبي
(صلى الله عليه و سلم) بما أوتى من جوامع الكلم، وصف لنا ما يحدث في جملة
شرطية قصيرة فعل الشرط فيها:اشتكى، وجواب الشرط تداعى،فكان الإعجاز علميا
ولغويا وبلاغيا.
(صلى الله عليه و سلم) بما أوتى من جوامع الكلم، وصف لنا ما يحدث في جملة
شرطية قصيرة فعل الشرط فيها:اشتكى، وجواب الشرط تداعى،فكان الإعجاز علميا
ولغويا وبلاغيا.
إعجاز
علمي: في أخباره (صلى الله عليه و سلم) بحقيقة ما يحدث في الجسم البشري
وما لم يكشف عنه العلم إلا حديثا ومنذ سنوات لا تتعدى العشرين.
علمي: في أخباره (صلى الله عليه و سلم) بحقيقة ما يحدث في الجسم البشري
وما لم يكشف عنه العلم إلا حديثا ومنذ سنوات لا تتعدى العشرين.
إعجاز
لغوي: استخدامه (صلى الله عليه و سلم) كلمات تصف حقيقة ما يحدث بجميع
معانيها الواردة في اللغة ولا توجد في لغة العرب كلمة واحدة تجمع حقيقة ما
يحدث في الجسم البشري حال المرض إلا هذه الكلمات: اشتكى- تداعى. ولو بحثنا
عن أفعال أخرى لتصف حقيقة ما يحدث لاحتجنا إلى عدة أفعال مكان الفعل
الواحد"تداعى" مثلا(أبو الفضل جمال الدين محمد بن منظور الإفريقي المصري –
كتاب لسان العرب دار صادر – بيروت)
لغوي: استخدامه (صلى الله عليه و سلم) كلمات تصف حقيقة ما يحدث بجميع
معانيها الواردة في اللغة ولا توجد في لغة العرب كلمة واحدة تجمع حقيقة ما
يحدث في الجسم البشري حال المرض إلا هذه الكلمات: اشتكى- تداعى. ولو بحثنا
عن أفعال أخرى لتصف حقيقة ما يحدث لاحتجنا إلى عدة أفعال مكان الفعل
الواحد"تداعى" مثلا(أبو الفضل جمال الدين محمد بن منظور الإفريقي المصري –
كتاب لسان العرب دار صادر – بيروت)
وإعجاز
بلاغي: في اختيار أسلوب التشبيه الذي يراه كل مسلم ويحس به كل إنسان في
حقيقة نفسه، وما من إنسان إلا وقد مرت به تجربة الشكوى والألم في عضو واحد
من أعضائه ولو كانت شوكة شاكته في إصبعه فنتج عنها تورم والتهاب مثلا وصاحب
ذلك إحساس عام ومعاناة شملت كل جسمه.
بلاغي: في اختيار أسلوب التشبيه الذي يراه كل مسلم ويحس به كل إنسان في
حقيقة نفسه، وما من إنسان إلا وقد مرت به تجربة الشكوى والألم في عضو واحد
من أعضائه ولو كانت شوكة شاكته في إصبعه فنتج عنها تورم والتهاب مثلا وصاحب
ذلك إحساس عام ومعاناة شملت كل جسمه.
إلا أن تخصصنا هنا ينحصر في وصف الإعجاز العلمي فهل وصف النبي (صلى الله عليه و سلم) أمرا لم يكن يعرفه أهل العلم في زمانه؟!
نقول
نعم، لا في زمانه ولا بعد زمانه (صلى الله عليه و سلم) بقرن أو عشرة قرون
أو ثلاثة عشر قرنا، بل بعد اكثر من ثلاثة عشر قرنا من الزمان؛ فالحديث يخبر
بحدوث شكوى للعضو المصاب على الحقيقة لا المجاز فهل حقا يشتكى العضو على
الحقيقة ؟ وكيف يشتكى العضو بلا لسان؟ وهل كان الناس يفهمون أن الشكوى على
الحقيقة ؟؟
نعم، لا في زمانه ولا بعد زمانه (صلى الله عليه و سلم) بقرن أو عشرة قرون
أو ثلاثة عشر قرنا، بل بعد اكثر من ثلاثة عشر قرنا من الزمان؛ فالحديث يخبر
بحدوث شكوى للعضو المصاب على الحقيقة لا المجاز فهل حقا يشتكى العضو على
الحقيقة ؟ وكيف يشتكى العضو بلا لسان؟ وهل كان الناس يفهمون أن الشكوى على
الحقيقة ؟؟
إن من
يقرأ حقيقة ما يكشفه العلم من انطلاق نبضات عصبية حسية من مكان الإصابة
والعضو المريض إلى الدماغ والى مراكز الحس والتحكم غير الإرادي وانبعاث
مواد كيماوية وهرمونات من العضو المريض وبمجرد حدوث ما يهدد أنسجته، ومع
أول قطرة دم تنزف أو نسيج يتهتك أو ميكروب يرسل سمومه بين الأنسجة
والخلايا. تذهب هذه المواد إلى مناطق مركزية في المخ والأعضاء المتحكمة في
عمليات الجسم الحيوية.
يقرأ حقيقة ما يكشفه العلم من انطلاق نبضات عصبية حسية من مكان الإصابة
والعضو المريض إلى الدماغ والى مراكز الحس والتحكم غير الإرادي وانبعاث
مواد كيماوية وهرمونات من العضو المريض وبمجرد حدوث ما يهدد أنسجته، ومع
أول قطرة دم تنزف أو نسيج يتهتك أو ميكروب يرسل سمومه بين الأنسجة
والخلايا. تذهب هذه المواد إلى مناطق مركزية في المخ والأعضاء المتحكمة في
عمليات الجسم الحيوية.
إن من
يعرف هذه الحقائق لا يستطيع إلا أن يصفها بأنها شكوى على الحقيقة وليست
على المجاز،وإلا فما هي الشكوى؟ الاشتكاء لغة: إظهار ما بك من مكروه أو مرض
ونحوه، قال الشاعر:
يعرف هذه الحقائق لا يستطيع إلا أن يصفها بأنها شكوى على الحقيقة وليست
على المجاز،وإلا فما هي الشكوى؟ الاشتكاء لغة: إظهار ما بك من مكروه أو مرض
ونحوه، قال الشاعر:
شكوت وما الشكوى لمثلي عادة ولكن تفيض الكأس عند امتلائها
أليست
هي إخبار وإعلام واستغاثة من ضرر أو نازلة ألت بالشاكي، ولمن تكون الشكوى
لغة؟ أليست توجه للجهة التي يظن أنها تتحكم في مجريات الأمور وتملك من
الإمكانات ما تنقذ به الشاكي وترفع عنه ما ألم به وما نزل به من ضرر؟
هي إخبار وإعلام واستغاثة من ضرر أو نازلة ألت بالشاكي، ولمن تكون الشكوى
لغة؟ أليست توجه للجهة التي يظن أنها تتحكم في مجريات الأمور وتملك من
الإمكانات ما تنقذ به الشاكي وترفع عنه ما ألم به وما نزل به من ضرر؟
إن
الساعد الأيمن مثلا إذا أصيب بالمرض فإنه لا يوجه شكواه إلى الساعد الأيسر
أو إلى الرجل اليمنى لأنها لا تملك توجيه وظائف الجسم لمواجهة المرض، وإنما
تنطلق النبضات والإشارات والهرمونات إلى المراكز الحيوية بالدماغ وهي التي
توجه سائر الجسد لإغاثة العضو المشتكي.
الساعد الأيمن مثلا إذا أصيب بالمرض فإنه لا يوجه شكواه إلى الساعد الأيسر
أو إلى الرجل اليمنى لأنها لا تملك توجيه وظائف الجسم لمواجهة المرض، وإنما
تنطلق النبضات والإشارات والهرمونات إلى المراكز الحيوية بالدماغ وهي التي
توجه سائر الجسد لإغاثة العضو المشتكي.
وإذا اشتكى العضو تداعى سائر الجسد لشكواه والتداعي يحدث بمجرد الشكوى فان لم توجد شكوى لم يوجد تداع (إذا اشتكى... تداعى).
وهذا ما يحدث فعلا وبجميع معاني التداعي الواردة في اللغة العربية:
1-
فهو ما يدعو بعضه بعضا؛ مراكز الإحساس تدعو مراكز اليقظة والتحكم فيما تحت
المهاد التي تدعو بدورها الغدة النخامية لإفراز الهرمونات التي تدعو باقي
الغدد الصماء لإفراز الهرمونات التي تحفز وتدعو جميع أعضاء الجسم لتوجيه
وظائفها لنجدة العضو المشتكي وعلى النحو الذي سبق وصفه في أول البحث.
فهو ما يدعو بعضه بعضا؛ مراكز الإحساس تدعو مراكز اليقظة والتحكم فيما تحت
المهاد التي تدعو بدورها الغدة النخامية لإفراز الهرمونات التي تدعو باقي
الغدد الصماء لإفراز الهرمونات التي تحفز وتدعو جميع أعضاء الجسم لتوجيه
وظائفها لنجدة العضو المشتكي وعلى النحو الذي سبق وصفه في أول البحث.
2-
وهو يتداعى بمعنى يتوجه بطاقته لخدمة المشتكي، فالقلب مثلا يسرع بالنبضات
لسرعة تدوير الدم في الوقت الذي تنقبض الأوعية الدموية بالأجزاء الخاملة من
الجسم وتتسع الأوعية الدموية المحيطة بالعضو المصاب لكي تحمل له ما يحتاجه
من طاقة، وأوكسجين، وأجسام مضادة، وهرمونات، وأحماض أمينية بناءة، هي
خلاصة أعضاء الجسم المختلفة كالكبد، والغدد الصماء، والعضلات ومختزن الدهون
أرسلت كلها لإمداد العضو المريض بما يحتاج لمقاومة المرض ومن ثم الالتئام.
وهو يتداعى بمعنى يتوجه بطاقته لخدمة المشتكي، فالقلب مثلا يسرع بالنبضات
لسرعة تدوير الدم في الوقت الذي تنقبض الأوعية الدموية بالأجزاء الخاملة من
الجسم وتتسع الأوعية الدموية المحيطة بالعضو المصاب لكي تحمل له ما يحتاجه
من طاقة، وأوكسجين، وأجسام مضادة، وهرمونات، وأحماض أمينية بناءة، هي
خلاصة أعضاء الجسم المختلفة كالكبد، والغدد الصماء، والعضلات ومختزن الدهون
أرسلت كلها لإمداد العضو المريض بما يحتاج لمقاومة المرض ومن ثم الالتئام.
3-
وهو يتداعى بمعنى يتهدم وينهار فيبدأ بهدم مخزون الدهن ولحم العضلات
(البروتينيات) لكي يعطي من نفسه لمصلحة العضو المصاب ما يحتاجه وما ينقصه
ويظل الجسم متوهجا بعملية الهدم هذه إلى أن تتم السيطرة على المرض ويتم
التئام الأنسجة المريضة أو الجريحة، ثم بعد ذلك يعود الجسم لبناء نفسه.
وهو يتداعى بمعنى يتهدم وينهار فيبدأ بهدم مخزون الدهن ولحم العضلات
(البروتينيات) لكي يعطي من نفسه لمصلحة العضو المصاب ما يحتاجه وما ينقصه
ويظل الجسم متوهجا بعملية الهدم هذه إلى أن تتم السيطرة على المرض ويتم
التئام الأنسجة المريضة أو الجريحة، ثم بعد ذلك يعود الجسم لبناء نفسه.
والهدم
يستمر إلى درجة تتناسب مع قوة المرض لدرجة أن العلماء حسبوها وقدروها في
كل حالة ووجدوا تناسبا بين مقدار ما يفقده الجسم من وزنه وشدة إصابة
العضو،واكتشفوا أن عملية الهدم هذه ربما وصلت إلى درجة انهيار الجسم
انهيارا تاما وتهدمه إلى اقل من نصف وزنه في حالات الإصابة الشديدة حتى
لربما انتهى أمره بالوفاة في حالة تعرف بالحالة الانهدامية المفرطة
يستمر إلى درجة تتناسب مع قوة المرض لدرجة أن العلماء حسبوها وقدروها في
كل حالة ووجدوا تناسبا بين مقدار ما يفقده الجسم من وزنه وشدة إصابة
العضو،واكتشفوا أن عملية الهدم هذه ربما وصلت إلى درجة انهيار الجسم
انهيارا تاما وتهدمه إلى اقل من نصف وزنه في حالات الإصابة الشديدة حتى
لربما انتهى أمره بالوفاة في حالة تعرف بالحالة الانهدامية المفرطة
ولم
يكتشف العلم الحديث حقيقة واحدة تعارض ظاهر النص أو باطنه أو تسير في نسق
بعيد عنه بل كان النص وصفا دقيقا جامعا شاملا لحقيقة ما يحدث، بل ما كان
يجهل وضحه العلم الحديث على أنه حقيقة واقعة لا تحتاج إلى تأويل.
يكتشف العلم الحديث حقيقة واحدة تعارض ظاهر النص أو باطنه أو تسير في نسق
بعيد عنه بل كان النص وصفا دقيقا جامعا شاملا لحقيقة ما يحدث، بل ما كان
يجهل وضحه العلم الحديث على أنه حقيقة واقعة لا تحتاج إلى تأويل.
وهكذا
أثبت العلم الحديث ظاهرة التداعي والانهدام التي تحدث في الجسم البشري حال
المرض والإصابة فعندما يصاب عضو من الأعضاء بجرح أو مرض فإن هذا العضو
يشتكي ما ألم به، هذه الشكوى تتمثل في إشارات تنبعث منه إلى مراكز الجهاز
العصبي الرئيسية التي تتحكم في وظائف الأعضاء، فتستجيب هذه المراكز بإرسال
الأوامر إلى الغدد والأجهزة الحيوية فتحدث حالة عامة من الاستنفار الذي
يكون من نتائجه توجيه جميع الطاقات والعمليات الحيوية لخدمة العضو المصاب
وإمداده بما يحتاجه لمواجهة المرض بدءاً بمحاصرة مصدر الخطر وكفه عن
الانتشار و من ثم القضاء علية إن أمكن ثم تحقيق الالتئام حتى يعود العضو
إلى حالته المستقرة وهذا ما أخبرنا به الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه
وسلم في حديث بليغ جامع هو: "ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم
كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
أثبت العلم الحديث ظاهرة التداعي والانهدام التي تحدث في الجسم البشري حال
المرض والإصابة فعندما يصاب عضو من الأعضاء بجرح أو مرض فإن هذا العضو
يشتكي ما ألم به، هذه الشكوى تتمثل في إشارات تنبعث منه إلى مراكز الجهاز
العصبي الرئيسية التي تتحكم في وظائف الأعضاء، فتستجيب هذه المراكز بإرسال
الأوامر إلى الغدد والأجهزة الحيوية فتحدث حالة عامة من الاستنفار الذي
يكون من نتائجه توجيه جميع الطاقات والعمليات الحيوية لخدمة العضو المصاب
وإمداده بما يحتاجه لمواجهة المرض بدءاً بمحاصرة مصدر الخطر وكفه عن
الانتشار و من ثم القضاء علية إن أمكن ثم تحقيق الالتئام حتى يعود العضو
إلى حالته المستقرة وهذا ما أخبرنا به الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه
وسلم في حديث بليغ جامع هو: "ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم
كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
وهكذا
تأكد تداعي الجسد لإصابة عضو من أعضائه من واقع الكشوف العلمية وتبين أنه
إذا أصيب عضو من الأعضاء اشتكى، فإذا اشتكى عضو استجاب سائر الجسد وتداعت
كل أجزائه من أجل نجدة العضو المصاب، ويستمر ذلك التداعي إلى أن تنتهي
شكاية العضو ويتحقق شفاؤه.
تأكد تداعي الجسد لإصابة عضو من أعضائه من واقع الكشوف العلمية وتبين أنه
إذا أصيب عضو من الأعضاء اشتكى، فإذا اشتكى عضو استجاب سائر الجسد وتداعت
كل أجزائه من أجل نجدة العضو المصاب، ويستمر ذلك التداعي إلى أن تنتهي
شكاية العضو ويتحقق شفاؤه.
وتوجه
الشكاية بصور متعددة خاصة إلى مراكز الجهاز العصبي الرئيسية فتنبهها لكي
تؤدي دورها المهم في دعوة سائر أعضاء الجسم لخدمة العضو المصاب.
الشكاية بصور متعددة خاصة إلى مراكز الجهاز العصبي الرئيسية فتنبهها لكي
تؤدي دورها المهم في دعوة سائر أعضاء الجسم لخدمة العضو المصاب.
وتعتبر
الاستجابات الناتجة من تنبيه تلك المراكز وعلى الأخص مركز التكوين الشبكي
ومركز النظام الساقيReticular formation & limbic System محوراً
ضرورياً ومهماً لمواجهة الأحوال التوترية والضغوط التي يتعرض لها المصاب
ويمكن القول بأن محصلتها هي إرسال وتأمين الأنشطة التي تحقق:
الاستجابات الناتجة من تنبيه تلك المراكز وعلى الأخص مركز التكوين الشبكي
ومركز النظام الساقيReticular formation & limbic System محوراً
ضرورياً ومهماً لمواجهة الأحوال التوترية والضغوط التي يتعرض لها المصاب
ويمكن القول بأن محصلتها هي إرسال وتأمين الأنشطة التي تحقق:
أ - الانتباه التام واليقظة المستمرة لمراكز المخ العليا.
ب - تنبيه الجهاز العصبي التعاطفي Sympathetic Nervous System ورفع درجة توتر العضلات وحساسيتها.
وبذلك تكون المحصلة هي سهر الجسم والعقل واستنفارهما في حالة يقظة مستمرة أثناء المرض أو الإصابة.(2)
كذلك فإنه بمجرد وصول الإحساس بالمرض أو الإصابة الحادثة- لعضو ما- إلى مراكز المخ العليا يحدث الآتي:
1-
يتم تنبيه وتوجيه المراكز المختلفة السابق ذكرها بنفس القدر ولكن من مسارات
مختلفة وبذلك يتحقق ضمان نشاط الجميع في آن واحد مع الاستمرارية ـ مثلاً
عندما تتنبه مراكز ما تحت المهاد فإنها تنبه مراكز المخ العليا وفي ذات
الوقت تتلقى منها التنبيهات التي تضمن استمرارية وتحور نشاطها والعكس صحيح
عند تنبه مراكز المخ العليا أولاً).
يتم تنبيه وتوجيه المراكز المختلفة السابق ذكرها بنفس القدر ولكن من مسارات
مختلفة وبذلك يتحقق ضمان نشاط الجميع في آن واحد مع الاستمرارية ـ مثلاً
عندما تتنبه مراكز ما تحت المهاد فإنها تنبه مراكز المخ العليا وفي ذات
الوقت تتلقى منها التنبيهات التي تضمن استمرارية وتحور نشاطها والعكس صحيح
عند تنبه مراكز المخ العليا أولاً).
2-
ترسل إشارات إلى مراكز الذاكرة كما تصدر منها إشارات مع الاستعانة بالخبرة
السابقة لتوجيه التصرف المناسب ـ على مستوى الشعور واللاشعور ـ حيال المرض
أو الجرح مسترشداً بسابق التعرض للظروف المشابهة، والدليل على ذلك تحسن
استجابة وتصرف الجسم الذي سبق تعرضه عن الذي لم يسبق له التعرض، وفي
الإنسان والحيوان وبعض الكائنات الأدنى أدلة علمية كثيرة على قيمة الذاكرة
وسابق التعرض في توجيه تصرفات الجسم ومقاومته بصورة أفضل.
ترسل إشارات إلى مراكز الذاكرة كما تصدر منها إشارات مع الاستعانة بالخبرة
السابقة لتوجيه التصرف المناسب ـ على مستوى الشعور واللاشعور ـ حيال المرض
أو الجرح مسترشداً بسابق التعرض للظروف المشابهة، والدليل على ذلك تحسن
استجابة وتصرف الجسم الذي سبق تعرضه عن الذي لم يسبق له التعرض، وفي
الإنسان والحيوان وبعض الكائنات الأدنى أدلة علمية كثيرة على قيمة الذاكرة
وسابق التعرض في توجيه تصرفات الجسم ومقاومته بصورة أفضل.
أولاً : السهر وفائدته:
السهر
لغة هو الأرق(10) ولو عرّفناه علمياً من واقع دراسات علم وظائف الأعضاء
لقلنا إنه حالة من النشاط في وظائف الجسم الحيوية على صورة أعلى من أحوال
اليقظة العادية.
لغة هو الأرق(10) ولو عرّفناه علمياً من واقع دراسات علم وظائف الأعضاء
لقلنا إنه حالة من النشاط في وظائف الجسم الحيوية على صورة أعلى من أحوال
اليقظة العادية.
ما هو السهر الذي يحدث في هذه الظاهرة- ظاهرة التداعي-؟
إن ما يحدث في حال المرض أو الإصابة من تنبيهات متشابكة ومتبادلة بين مراكز ما تحت المهاد Hypothalamic centers .
ومراكز
النظام الشبكي المنشط reticular-Activation System والجهاز العصبي العاطفي
Sympathetic N. Sysetm ليضمن بقاء الجسم كله في حالة من السهر الوظيفي
بمعنى استمرار نشاط جميع الأعضاء في حالة استنفار وعمل دائبين، يحدث ذلك
ولو بدا للمشاهد أن المريض نائم، ولو أغمض العينين أو تاه الوعي، وفي بعض
إصابات الرأس الشديدة يظل المريض في غيبوبة عميقة لمدة طويلة، ومع ذلك يكون
سائر الجسد في حالة قصوى من السهر، يشهد بذلك ما سبق ذكره في الجزء الأول
من البحث عن التداعيات المختلفة وحالة النشاط المستمرة التي يكون القلب
والجهاز الدوري والتنفسي وتفاعلات الاستقلاب النشطة من هدم وبناء ونشاط
الكليتين والكبد والغدد الصماء، والنشاط الفائق في جهاز المناعة بل وحتى
نخاع العظام.
النظام الشبكي المنشط reticular-Activation System والجهاز العصبي العاطفي
Sympathetic N. Sysetm ليضمن بقاء الجسم كله في حالة من السهر الوظيفي
بمعنى استمرار نشاط جميع الأعضاء في حالة استنفار وعمل دائبين، يحدث ذلك
ولو بدا للمشاهد أن المريض نائم، ولو أغمض العينين أو تاه الوعي، وفي بعض
إصابات الرأس الشديدة يظل المريض في غيبوبة عميقة لمدة طويلة، ومع ذلك يكون
سائر الجسد في حالة قصوى من السهر، يشهد بذلك ما سبق ذكره في الجزء الأول
من البحث عن التداعيات المختلفة وحالة النشاط المستمرة التي يكون القلب
والجهاز الدوري والتنفسي وتفاعلات الاستقلاب النشطة من هدم وبناء ونشاط
الكليتين والكبد والغدد الصماء، والنشاط الفائق في جهاز المناعة بل وحتى
نخاع العظام.
ولا
ينام الجهاز العصبي اللاشعوري أبداً، بل تظل مراكز الجهاز العصبي المتحكمة
في الوظائف الحيوية في حالة نشاط مستمرة وإن حدث النوم الذهني فإنه لا يكون
نوماً على صورة النوم في الأحوال العادية بل إن العين تغمض لكن الجسم
يقظان.
ينام الجهاز العصبي اللاشعوري أبداً، بل تظل مراكز الجهاز العصبي المتحكمة
في الوظائف الحيوية في حالة نشاط مستمرة وإن حدث النوم الذهني فإنه لا يكون
نوماً على صورة النوم في الأحوال العادية بل إن العين تغمض لكن الجسم
يقظان.
|
صورة لمريض في أحد المشافي |
فليس
السهر إذن بسبب الألم كما قد يظن العوام ولكنه- كما أوضحنا أعلاه- عملية
مستقلة ومهمة ولابد منها لمواجهة المرض؟ وهو محصلة التنبيهات المتبادلة في
الجهاز العصبي بين المراكز المختلفة، وللسهر مركز مستقل يشرف عليه ويضمن
استمراره، موجود في التكوين الشبكي كما ذكرنا فما هي فائدته؟
السهر إذن بسبب الألم كما قد يظن العوام ولكنه- كما أوضحنا أعلاه- عملية
مستقلة ومهمة ولابد منها لمواجهة المرض؟ وهو محصلة التنبيهات المتبادلة في
الجهاز العصبي بين المراكز المختلفة، وللسهر مركز مستقل يشرف عليه ويضمن
استمراره، موجود في التكوين الشبكي كما ذكرنا فما هي فائدته؟
لو تصورنا حدوث النوم بمعناه الوظيفي في حالة المرض لعرفنا فائدة السهر.
إن
النوم هو حالة من الخمول والتباطؤ في وظائف الأعضاء يتم أثناءها خمول
التفاعلات والتبادلات واختزان الطاقة وإحلال البناء في داخل الأعضاء أي أنه
حالة من الراحة والتراخي داخل كل عضو، فالقلب مثلاً يتباطأ في معدل وقوة
انقباضه، والعضلات تنبسط وترتخي ومعدلات التفاعلات الاستقلابية تهبط، بل
وحتى حرارة الجسم تميل للانخفاض، وكذا كل وظائف الجسم. فهل يتناسب ذلك مع
وجود عضو مصاب يحتاج لمواجهة سريعة لمنع استفحال الإصابة ولتحقيق الالتئام؟
بالطبع لا ولو حدث النوم في مثل ذلك لكان في ذلك فشل ذريع في مواجهة
استفحال المرض وتهديد حياة العضو والجسم بأسره تماماً كما لو أغار الأعداء
على بلدة بالليل فقال أهلها: إن هذا وقت النوم فلنرد عليهم في الصباح!!
النوم هو حالة من الخمول والتباطؤ في وظائف الأعضاء يتم أثناءها خمول
التفاعلات والتبادلات واختزان الطاقة وإحلال البناء في داخل الأعضاء أي أنه
حالة من الراحة والتراخي داخل كل عضو، فالقلب مثلاً يتباطأ في معدل وقوة
انقباضه، والعضلات تنبسط وترتخي ومعدلات التفاعلات الاستقلابية تهبط، بل
وحتى حرارة الجسم تميل للانخفاض، وكذا كل وظائف الجسم. فهل يتناسب ذلك مع
وجود عضو مصاب يحتاج لمواجهة سريعة لمنع استفحال الإصابة ولتحقيق الالتئام؟
بالطبع لا ولو حدث النوم في مثل ذلك لكان في ذلك فشل ذريع في مواجهة
استفحال المرض وتهديد حياة العضو والجسم بأسره تماماً كما لو أغار الأعداء
على بلدة بالليل فقال أهلها: إن هذا وقت النوم فلنرد عليهم في الصباح!!
ولهذا يحدث النوم كركن أساسي ومهم لمواجهة المرض وهذا ما بينته الأبحاث في علم وظائف الأعضاء.
ثانياً: الحمى:
الحمى
التي تحدث في حال المرض وتعرف بارتفاع درجة حرارة الدم عن المستوى الطبيعي
(37 درجة مئوية تقريباً) كيف يضبط الجسم درجة حرارته؟
[right]جدير
بالذكر أ
التي تحدث في حال المرض وتعرف بارتفاع درجة حرارة الدم عن المستوى الطبيعي
(37 درجة مئوية تقريباً) كيف يضبط الجسم درجة حرارته؟
[right]جدير
بالذكر أ