[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ملحوظة:
كل هذا مجرد إجتهادات و فتوحات..............و الله أعلم بمراده:
ملحوظة
هذا المقال منقول عن الأخ:كرم الرشيدى: الاخ الحبيب بحراس العقيدة
إن دقة الكلمة في القران لهو دليل كبير على كون هذا الكلام كلام الله فالكلمة في القران
جاءت مناسبة جدا للجملة بالإضافة لموافقتها إلى اللغة سواء من ناحية النحو
أو الأساليب اللغوية عند العرب وهو ما أذهل صنديد قريش وأهل البلاغة
والفصاحة أدله على ما أقول:
1. مناسبة الكلمة للموقف في القران
المثال الأول : (القرآن الكريم)(السجدة)( 26)(أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون)
لاحظ مدى الدقة في اللفظ القران فقد ختمت الايه الأولى بـــ أفلا يسمعونأما ألثانيه فقد ختمت بــــ أفلا يبصرون
والسر في ذلك والله اعلم هو أن الايه الأولى تتحدث عن القرون ألسابقه
المهلكة من قبل فهو حديث عن التاريخ وأمر التاريخ يلزم استخدام السماع أما
الايه ألثانيه تحدثت عن ما يشاهد في الأرض من إنبات الزرع وهو أمر يرى
بالعين ويشاهدونه كل وقت وكل حين فستخدم يبصرون .
المثال الثانى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ البقرة(172)
فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [النحل: 114]
السؤال لماذا قال في الايه الأولى (وَاشْكُرُواْ لِلّهِ) وفى الثانية (وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ) ؟
الجواب هو أن السياق الذي وردت فيه آية البقرة(وَاشْكُرُواْ لِلّهِ) إنما هو في الكلام على الله عز وجل, أما في سورة النحل (وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ) كان الكلام مباشرة عن النعم.
فقد قال الله في سياق سورة البقرة وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ [البقرة : 165] لاحظ كل الكلام عن الله ذاته فناسب الكلام بشكر الله ذاته .
أما آية النحل (وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ) فالكلام فيهاكله عن نعم الله وذكر القرية التي كفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ النحل : 112فناسب الموقف بكلمة (نعمت الله. هذا بالاضافه إلى أن كلمة النعم , وردت في سورة النحل (تسع مرات) أكثر مما وردت في سورة البقرة (ست مرات) فناسب كل تعبير في مكانة .
2. تناسق الآيات بالآيات
وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ
أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ
مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء
يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ
عَلَى الْكَافِرِينَ (الزمر : 71)
وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ [الزمر : 73]
لقد بحث العلماء عن سر وجود حرف (الواو ) في الايه الثانية الخاصة بالجنة , وعدم وجود حرف (الواو) في الايه الأولى الخاصة بالنار فوجدوا شئ غريب جدا
ويوضح مدى توافق كلام
الله عز وجل وان عدم وجود حرف قد يضيع المعنى ويضيع مراد الله ويوجد تناقض
بين الآيات ووجود هذا الأحرف لسبب في إظهار إعجاز كون انه كلام الله.
سرّ وجود واو
العطف في الآية الثانية وعدم وجودها في الأولى وجدوا أن النار تكون مغلقة
الأبواب، وكلما جاء فوج من أهل النار تفتح النار أبوابها ثم تغلقها، وهذا
يناسبه قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾، أي كانت مغلقة ثم فتحت , وهذا موافق لقول الله ﴿عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ﴾ [البلد: 20]. أي ذات أبواب مغلقة عليهم.
بينما نجد أن الجنة مفتوحة الأبواب دائماً، وهذا يناسبه قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾، (فالواو )هنا تدلّ على أن الأبواب كانت مفتوحة لهم من قبل أن يدخلوها. يقول تعالى عن أهل الجنة ونعيمهم فيها: ﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ﴾ [ص: 50].
فتأمل معي لو أن أحداً أضاف على هذه الآية حرف الواو أو حذفه من تلك الآية، فهل يبقى من هذا الإعجاز شيء؟
ودل ذلك على
أنه لا يفتح إلا إذا جاءت؛ كسائر أبواب السجون، فإنها لا تزال مغلقة حتى
يأتي أصحاب الجرائم الذين يسجنون فيها فيفتح ثم يغلق عليهم. تفسير البحر المحيط/ أبو حيان (ت 754 هـ)
3. تناسق كلمات القرءان مع جلال وعظمة الله .
(القرآن الكريم)(الكهف)( 79)(أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا)
(القرآن الكريم)(الكهف)( 80)(وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما)
(القرآن الكريم)(الكهف)( 82)(وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا)
شاهد جيدا لما حكي عن السفينة قال (فأردت)نسبه لنفسه فقط.
ولما حكي عن الغلام قال (فأردنا ) فأسند الإرادة إلى الاثنين الله ثم هو
ولما حكي عن الكنز قال عن الجدار (فأراد) أسند الإرادة إلى الله و حده
السر في ذلك والله اعلم الاتى :
في الأولى لما قال (فأردت أن أعيبها ) نسب إلى نفسه العيب تأدبا مع الله عز وجل وهذا معروف جدا في القرءان مثله :
(القرآن الكريم)(الجن)( 10)(وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا)فنسب الخير لله وعند الشر تأدبا مع الله جعل الفعل مبنى للمجهول
في الثانية قال (فأردنا)
جاء بالضمير المشترك وذلك لان الأمر فيه شر في ظاهرة وهو قتل الطفل, وخير
وهو إبدالهم خير منه ونسب الإبدال لله لأنه خير محض فقال (فأردنا أن يبدلهما ربهما) ونسب الإبدال وهو الخير إلى الله.
وفى الثالثة قال (فأراد) لان بناء الجدار كله خير فنسبه إلى الله وحدة.
4. مناسبة الكلمة للسورة ككل .
المثال الأول : قال الله تعالى يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً [مريم : 45]
لماذا جاء (بالرحمن) مع أن الأمر فيه عذاب الم يكن من الأفضل يأتي بالجبار أو المنتقم ؟
· لقد قال قبل هذه الايه يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً [مريم : 44] فذكر اسم الرحمن فكانت الايه موافقة لما قبلها وحتى لا تتنافر الكلمات .
· لقد تكرر اسم الرحمن في هذه السورة (16) مرة وهى أكثر سور القرءان تكرارا في سورة فكان الاسم موافقا له من هذه الجهة أيضا.
· إن جو السورة ككل يشيع فيه الرحمة من أولها إلى أخرها فهي تبدأ بالرحمة ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا [مريم : 2 ) .
وتتوسط بالرحمة وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً [مريم : 50] , وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً [مريم : 53] , قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً [مريم : 21] .
وتختم أيضا بالرحمة إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً [مريم : 96] فكانت كلمة للرحمن انسب من هذه الجهة أيضا .
· أخيرا إن إبراهيم قال بعد الايه محل الكلام قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً [مريم : 47] فلا يحسن أن يقول استغفر لك الجبار أو المنتقم
فالاستغفار لا تطلب من المنتقم أو الجبار ولكن تطلب من الرحمن فنسب الأمر من هذه الجهة أيضا.[/size][/size]
جاءت مناسبة جدا للجملة بالإضافة لموافقتها إلى اللغة سواء من ناحية النحو
أو الأساليب اللغوية عند العرب وهو ما أذهل صنديد قريش وأهل البلاغة
والفصاحة أدله على ما أقول:
1. مناسبة الكلمة للموقف في القران
المثال الأول : (القرآن الكريم)(السجدة)( 26)(أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون)
لاحظ مدى الدقة في اللفظ القران فقد ختمت الايه الأولى بـــ أفلا يسمعونأما ألثانيه فقد ختمت بــــ أفلا يبصرون
والسر في ذلك والله اعلم هو أن الايه الأولى تتحدث عن القرون ألسابقه
المهلكة من قبل فهو حديث عن التاريخ وأمر التاريخ يلزم استخدام السماع أما
الايه ألثانيه تحدثت عن ما يشاهد في الأرض من إنبات الزرع وهو أمر يرى
بالعين ويشاهدونه كل وقت وكل حين فستخدم يبصرون .
المثال الثانى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ البقرة(172)
فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [النحل: 114]
السؤال لماذا قال في الايه الأولى (وَاشْكُرُواْ لِلّهِ) وفى الثانية (وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ) ؟
الجواب هو أن السياق الذي وردت فيه آية البقرة(وَاشْكُرُواْ لِلّهِ) إنما هو في الكلام على الله عز وجل, أما في سورة النحل (وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ) كان الكلام مباشرة عن النعم.
فقد قال الله في سياق سورة البقرة وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ [البقرة : 165] لاحظ كل الكلام عن الله ذاته فناسب الكلام بشكر الله ذاته .
أما آية النحل (وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ) فالكلام فيهاكله عن نعم الله وذكر القرية التي كفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ النحل : 112فناسب الموقف بكلمة (نعمت الله. هذا بالاضافه إلى أن كلمة النعم , وردت في سورة النحل (تسع مرات) أكثر مما وردت في سورة البقرة (ست مرات) فناسب كل تعبير في مكانة .
2. تناسق الآيات بالآيات
وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ
أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ
مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء
يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ
عَلَى الْكَافِرِينَ (الزمر : 71)
وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ [الزمر : 73]
لقد بحث العلماء عن سر وجود حرف (الواو ) في الايه الثانية الخاصة بالجنة , وعدم وجود حرف (الواو) في الايه الأولى الخاصة بالنار فوجدوا شئ غريب جدا
ويوضح مدى توافق كلام
الله عز وجل وان عدم وجود حرف قد يضيع المعنى ويضيع مراد الله ويوجد تناقض
بين الآيات ووجود هذا الأحرف لسبب في إظهار إعجاز كون انه كلام الله.
سرّ وجود واو
العطف في الآية الثانية وعدم وجودها في الأولى وجدوا أن النار تكون مغلقة
الأبواب، وكلما جاء فوج من أهل النار تفتح النار أبوابها ثم تغلقها، وهذا
يناسبه قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾، أي كانت مغلقة ثم فتحت , وهذا موافق لقول الله ﴿عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ﴾ [البلد: 20]. أي ذات أبواب مغلقة عليهم.
بينما نجد أن الجنة مفتوحة الأبواب دائماً، وهذا يناسبه قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾، (فالواو )هنا تدلّ على أن الأبواب كانت مفتوحة لهم من قبل أن يدخلوها. يقول تعالى عن أهل الجنة ونعيمهم فيها: ﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ﴾ [ص: 50].
فتأمل معي لو أن أحداً أضاف على هذه الآية حرف الواو أو حذفه من تلك الآية، فهل يبقى من هذا الإعجاز شيء؟
ودل ذلك على
أنه لا يفتح إلا إذا جاءت؛ كسائر أبواب السجون، فإنها لا تزال مغلقة حتى
يأتي أصحاب الجرائم الذين يسجنون فيها فيفتح ثم يغلق عليهم. تفسير البحر المحيط/ أبو حيان (ت 754 هـ)
3. تناسق كلمات القرءان مع جلال وعظمة الله .
(القرآن الكريم)(الكهف)( 79)(أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا)
(القرآن الكريم)(الكهف)( 80)(وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما)
(القرآن الكريم)(الكهف)( 82)(وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا)
شاهد جيدا لما حكي عن السفينة قال (فأردت)نسبه لنفسه فقط.
ولما حكي عن الغلام قال (فأردنا ) فأسند الإرادة إلى الاثنين الله ثم هو
ولما حكي عن الكنز قال عن الجدار (فأراد) أسند الإرادة إلى الله و حده
السر في ذلك والله اعلم الاتى :
في الأولى لما قال (فأردت أن أعيبها ) نسب إلى نفسه العيب تأدبا مع الله عز وجل وهذا معروف جدا في القرءان مثله :
(القرآن الكريم)(الجن)( 10)(وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا)فنسب الخير لله وعند الشر تأدبا مع الله جعل الفعل مبنى للمجهول
في الثانية قال (فأردنا)
جاء بالضمير المشترك وذلك لان الأمر فيه شر في ظاهرة وهو قتل الطفل, وخير
وهو إبدالهم خير منه ونسب الإبدال لله لأنه خير محض فقال (فأردنا أن يبدلهما ربهما) ونسب الإبدال وهو الخير إلى الله.
وفى الثالثة قال (فأراد) لان بناء الجدار كله خير فنسبه إلى الله وحدة.
4. مناسبة الكلمة للسورة ككل .
المثال الأول : قال الله تعالى يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً [مريم : 45]
لماذا جاء (بالرحمن) مع أن الأمر فيه عذاب الم يكن من الأفضل يأتي بالجبار أو المنتقم ؟
· لقد قال قبل هذه الايه يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً [مريم : 44] فذكر اسم الرحمن فكانت الايه موافقة لما قبلها وحتى لا تتنافر الكلمات .
· لقد تكرر اسم الرحمن في هذه السورة (16) مرة وهى أكثر سور القرءان تكرارا في سورة فكان الاسم موافقا له من هذه الجهة أيضا.
· إن جو السورة ككل يشيع فيه الرحمة من أولها إلى أخرها فهي تبدأ بالرحمة ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا [مريم : 2 ) .
وتتوسط بالرحمة وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً [مريم : 50] , وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً [مريم : 53] , قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً [مريم : 21] .
وتختم أيضا بالرحمة إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً [مريم : 96] فكانت كلمة للرحمن انسب من هذه الجهة أيضا .
· أخيرا إن إبراهيم قال بعد الايه محل الكلام قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً [مريم : 47] فلا يحسن أن يقول استغفر لك الجبار أو المنتقم
فالاستغفار لا تطلب من المنتقم أو الجبار ولكن تطلب من الرحمن فنسب الأمر من هذه الجهة أيضا.[/size][/size]